قال وزير الاتصالات والتقانة السوري عماد صابوني في حديث الى «الحياة» ان بلاده تخطط لإنجاز مشاريع تشكل «نقطة ربط» اقليمي لتبادل الاتصالات والمعلومات بين الشمال والجنوب والغرب والشرق، بما يعزز حركة التبادل عبر الانترنت و «فتح شرايين» الاتصالات في اتجاه العالم. وكان الرئيس السوري بشار الاسد طرح السنة الماضية «رؤية استراتيجية» لجعل سورية ممراً لخطوط النفط والغاز والطاقة والنقل بين البحور الاربعة: الاحمر والابيض المتوسط وقزوين والاسود والخليج العربي. واجتمع الاسد قبل يومين مع مجلس ادارة «المؤسسة العامة للاتصالات» في حضور صابوني لدرس مستقبل قطاع الاتصالات والمعلومات. وشدد الاسد على ضرورة أن يكون للقطاع «دور ريادي في دعم الاقتصاد وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين بأفضل طريقة، بخاصةٍ أن المؤسسة العامة للاتصالات تدخل في تجربة تتمثل في تحويلها إلى شركة» بعد صدور الاجراءات القانونية المنظمة للتحويل. ودعا الى بذل اقصى جهود لإنجاح التجربة بما يحفز جهات القطاع العام الأخرى لاتباع النهج ذاته ويؤسس لقطاع عام قادر على تحقيق أفضل الخدمات إلى المواطنين. وقال صابوني أمس إن العمل جار على مشروعين كبيرين. الاول، واسمه «جاد»، يمتد من جدة في السعودية الى الاردن فسورية وصولا الى اسطنبول، مع إمكان ربطه من تركيا الى اوروبا وآسيا، على أساس اقامة خطوط ألياف ضوئية «تسمح بحركة تبادل المعطيات على الانترنت وفتح شرايين الاتصالات في اتجاه العالم». ويوصل المشروع الثاني الامارات بالسعودية الى تركيا بعد مروره في سورية والاردن. وفيما يعتمد «جاد» على الشبكة الحالية، فإن مشروع الربط الاقليمي الثاني يتطلب بناء شبكة جديدة بموجب اتفاقات بين الشركات المشغلة، عامة وخاصة، في الدول المعنية ما «يضاعف سرعة الانترنت مئات المرات مع خفض سعر الكلفة وزيادة كفاية الاستخدام». واشار صابوني الى وجود مشروعين الاول يشمل مد خط بحري من طرطوس السورية الى قبرص والفجيرة في الامارات، وآخر من سورية في اتجاه العراق وايران. وتقدر احصاءات رسمية عدد مستخدمي الانترنت في سورية بنحو خمسة ملايين، علماً ان عدد السكان يتجاوز عشرين مليوناً. كما تنوي وزارة الاتصالات تأمين البنية التحتية للاتصالات بالموجة الواسعة لرفع عدد المشتركين من 100 الى مئتي ألف، بالتوازي مع بناء شبكة الياف بصرية داخل البلاد. وتفيد المعلومات بوجود 80 الف مشترك في الانترنت اللاسلكي عبر شركتي الهاتف النقال في سورية. وقال صابوني ان عدد مشتركي الهاتف النقال في شركتي «ام تي ان» و «سيريتل» يبلغ عشرة ملايين خط، فيما يبلغ عدد الخطوط الهاتفية الثابتة نحو اربعة ملايين مشترك. وكانت الحكومة السورية اقرت الاسبوع الماضي تشغيل مشغل ثالث في مجال الهاتف النقل. وعلمت «الحياة» ان وزارة الاتصالات ستطرح هذا الاسبوع «مناقصة مفتوحة» لتستدرج عروض الشركات المهتمة وشروطها التشغيليه، بحيث يبت مسؤولون في الوزارة بالتعاون مع شركة استشارية ألمانية في الموضوع من الناحية الفنية. ويرفض مسؤولو وزارة الاتصالات الخوض في اسماء الشركات المهتمة. لكن اوساطاً اقتصادية افادت بأن شركات إقليمية وعالمية اهتماماً بالمشروع من بينها «اتصالات» السعودية و «زين» الكويتية و «توركسيل» التركية و «فودافون» العالمية. كما اقر مجلس الوزراء السوري أيضاً تحويل شركتي «ام تي ان» و «سيريتل» من نظام «بي او تي» الى الحصول على ترخيص وتسديد التزامات لخزينة الدولة، علماً أن الشركتين بدأتا العمل في 2001. وتوقعت دراسة رسمية أعدتها وزارة الاتصالات والتقانة ان تتجاوز قيمة ايرادات هذا القطاع خلال السنة الحالية 71 بليون ليرة لسورية (الدولار الاميركي يساوي نحو 47 ليرة) من بينها 27.3 بليون من الخطوط الثابتة و41.6 بليون من خدمة الهاتف النقال.