فيما تقدّم 100 نائب في البرلمان العراقي بطلب لرفض مشروع «تقسيم محافظة نينوى»، أعلنت فرنسا أن بطاريات المدفعية التي أرسلتها إلى الجيش العراقي جاهزة للاستخدام في معركة استعادة مدينة الموصل من أيدي تنظيم «داعش»، وأكدت مواصلتها تقديم المساعدات العسكرية لقوات البيشمركة الكردية. وجاء الإعلان الفرنسي على لسان الرئيس فرنسوا هولاند، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأكد هولاند أن بلاده «تتحمل مسؤولياتها في كل المجالات»، مشيراً إلى أن «حاملة طائراتنا (شارل ديغول) اليوم في طريقها إلى المنطقة، ومدافعنا نصبت وطائراتنا تتدخل». ويبلغ مدى المدفعية التي نشرت قرب ناحية القيارة جنوب الموصل نحو 40 كلم. كما شدّد القنصل الفرنسي في إقليم كردستان دومينيك ماس، على «مواصلة فرنسا إرسال المساعدات العسكرية إلى قوات البيشمركة»، وذلك خلال اجتماع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، على ما أفاد بيان لمكتب الأخير. وأضاف ماس أن «الدعم الفرنسي للإقليم سيستمر حتى بعد القضاء على داعش». وتزامن ذلك مع لقاء مماثل جمع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، تناول «التحضيرات لمعركة الموصل وتدريب القوات العراقية»، وفقاً لبيان رئاسي. إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية مقربة من رئيس حكومة الإقليم عن مبعوث الرئيس الأميركي إلى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، قوله: «أتوقع أن تبدأ معركة الموصل قبل نهاية هذا العام، ونتوقع أن تكون صعبة للغاية، لكن تحديد موعدها يعود إلى القادة العسكريين، إلا أننا اتخذنا خطوات جيدة». وأبرم الأكراد والحكومة العراقية اتفاقاً «سياسياً وعسكرياً» بوساطة أميركية، للتنسيق حول المعركة المرتقبة ومستقبل الموصل ما بعد القضاء على «داعش»، في ظل مخاوف من نشوب صراعات بين أطراف المعادلة حول النفوذ والحدود الإدارية، وإصرار كردي على ضم المناطق المتنازع عليها إلى الإقليم، واستحداث محافظات للأقليات. وأعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال جلسة أمس، تلقّيه «طلباً موقعاً من 100 نائب لرفض مشروع تقسيم نينوى، وطرحه على التصويت بعد إحالة التوصيات على اللجنة القانونية لصوغها». ودعا النواب الموقعون خلال مؤتمر صحافي، إلى «إرجاء موضوع التقسيم إلى ما بعد تحرير الموصل وعودة النازحين وتحقيق الاستقرار»، مشيرين إلى أن «دعوات تقسيم نينوى إلى أقاليم ومناطق طائفية وقومية، دعوات مرفوضة وتُعد تجزئة للمنطقة برمتها». وفي التطورات داخل مدينة الموصل، أفاد مصدر مطلع بأن «مجهولين أقدموا على إضرام النيران بمكتبة إصدارات تابعة لداعش في وسط المدينة بعد قتل حارسها، ما دعا التنظيم إلى استنفار عناصره بحثاً عن المهاجمين»، بالتزامن مع أنباء تفيد بنشوب اضطرابات وتوترات في المدينة إثر انتشار إشاعات حول هروب قادة في التنظيم وقرب موعد الهجوم لاستعادتها. وأعلنت مديرية مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أمن إقليم كردستان، «مقتل الإرهابي البارز في تنظيم داعش تاماس الشيشاني، والمعروف بأبو عبدالرحمن الشيشاني، مع عدد من مرافقيه، في 17 الشهر الجاري، في قصف لطائرات التحالف الدولي قرب ناحية الشورى جنوب الموصل». ولم يشر البيان إلى منصب الشيشاني ومهماته في التنظيم. وفي واشنطن (ا ف ب) أكد قائد الجيوش الأميركية الجنرال جو دنفورد الأربعاء أن القوات العراقية ستكون جاهزة بحلول الشهر المقبل لشن معركة استعادة الموصل من تنظيم «داعش». وقال دنفورد: «تقييمنا اليوم أن كل القوات العراقية الضرورية لمعركة الموصل ستكون في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) مستنفرة ومدربة ومنتشرة ومجهزة». وأضاف أن «توقيت تلك العملية يتوقف اليوم حقيقة على القرار السياسي لرئيس الوزراء (حيدر) العبادي».