أعلنت وزارة البشمركة الكردية في شمال العراق اليوم (السبت) انها لن تنسحب من الأراضي التي سيطرت عليها بعد معارك مع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في أربع محافظات شمال البلاد، الا بعد زوال خطر التنظيم. وقالت الوزارة في تصريح: «نحن جزء من منظومة الدفاع العراقية بحسب الدستور العراقي، على رغم ان الحكومة العراقية لم تساعد قوات البشمركة من ناحية توفير التدريب أو تأمين الاسلحة والمستلزمات العسكرية ولم تتحمل مسؤولياتها تجاهها». وأضافت أنه «ليس للبشمركة النية في وضع يدها على أي منطقة، ولكنها ستدافع عن كل منطقة يتواجد فيها ارهابيو داعش وستبقى في تلك المناطق لغاية انهاء خطر التنظيم عليها». وسيطرت قوات البشمركة على كامل محافظة كركوك بعد هجوم التنظيم في حزيران (يونيو) 2014، وفرضت سياسة الامر الواقع على مناطق شاسعة في شمال محافظة ديالى وأجزاء من محافظتي صلاح الدين ونينوى، واخضعتها إلى سيطرة الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ 1990. ولاحقا، أصدرت رئاسة اقليم كردستان بياناً حول ما يتم تداوله حالياً عن معركة الموصل، أكدت فيه أن «الحرب على تنظيم داعش الإرهابي لها الأولوية بالنسبة إلى الرئاسة». واشارت إلى «ضرورة أن تكون هناك اتفاقات سياسية بين مكونات محافظة نينوى لمرحلة ما بعد طرد داعش لمنع تكرار ما حصل سابقاً ولبث الطمأنينة في نفوس الجميع». من جانبها، حذرت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فردوس العوادي من عمليات توسع تقوم بها حكومة المنتهية ولايته مسعود بارزاني. ودعت «الأطراف السياسية والحكومة العراقية إلى الأخذ في عين الاعتبار التصريحات والمطالبات التي صدرت من قبل نواب موصليين، والذين حذروا من دخول البشمركة الى الموصل اثناء عمليات التحرير المرتقبة». وتخوض القوات العراقية معارك في المناطق الواقعة جنوب مدينة الموصل وتستعد لخوض معارك تحرير محافظة نينوى، ثاني أكبر محافظاتالعراق، وعاصمتها الموصل، وهي المعقل الرئيس لتنظيم «داعش». في حين يهاجم الاكراد هذه المنطقة من الشمال. وقالت العوادي إنه «من خلال متابعتنا للتصريحات الأخيرة التي ادلى بها الرئيس، فاقد الشرعية، مسعود بارزاني نرى أنه يهدد الأقليات بالسلاح والقوة ويريد تنفيذ مخططات لتوسيع التمدد الكردي على الأراضي العربية في نينوى، وهذا انتهاك لحقوق الاقليات في المدينة». وصادف السبت مرور عام على انتهاء ولاية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، بحسب الدستور، لكنه لا يزال رئيساً للاقليم. وطالبت العوادي الحكومة المركزية والمجتمع الدولي ب«الوقوف بوجه هذا التمدد الذي عرض الأقليات للتهديد بالقتل والتهجير من نينوى» المحافظة التي يسكنها العرب والشبك والتركمان وبعض الاقليات الاخرى. واكدت «ضرورة أن تلتزم قوات البشمركة تعليمات القائد العام للقوات المسلحة العراقية بناء على الاتفاق الذي سمح بتسليحها وعدم التمادي في الأطماع التوسعية». ومع اقتراب معركة نينوى بدأ الحديث حول المستقبل السياسي لهذه المحافظة وشكل الحكم فيها، مع اتهام الاكراد بقضم بعض اجزائها وضمها الى الاقليم.