اشتبكت وحدات عسكرية تونسية مع مجموعة مسلحة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المرتفعات الغربية في محافظة الكاف الحدودية مع الجزائر، فيما قررت حركة «مشروع تونس» المعارضة مساندة التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة يوسف الشاهد في جلسة منح الثقة غداً الجمعة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي أمس، إن عمليات تمشيط واسعة النطاق قامت بها وحدات الجيش التونسي في جبال محافظة الكاف الحدودية مع الجزائر (غرب البلاد) أسفرت عن الكشف على مخيم تابع لمجموعة مسلحة. وأضاف الوسلاتي أن «اشتباكاً جرى مع المجموعة الإرهابية بعد الكشف عن المخيم خلال عمليات التمشيط التي شملت جبال ورغة وطويرف، بينما لا تزال العمليات العسكرية متواصلة لتعقب العناصر الإرهابية المتواجدة في المكان». كما انفجر لغم أرضي أمس، زرعه مسلحون في جبل «زرزورة» التابع لمنطقة «الطويرف» في محافظة الكاف ما أسفر عن اصابة رقيب في الجيش التونسي في ساقه ونُقل الى المستشفى لتلقي العلاج. في سياق متصل، مددت الرئاسة التونسية مدة اعلان المنطقة الحدودية الفاصلة بين تونس وليبيا (جنوب) منطقة عسكرية عازلة، سنةً إضافية. ووفق ما جاء في «الرائد الرسمي» (الجريدة الرسمية التونسية) فإن قرار التمديد اتُخذ بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب. ويدخل هذا التمديد حيز التنفيذ في 29 آب (أغسطس) الجاري ويستمر حتى العام المقبل. ويتضمن نص القرار 12 فصلاً يتضمن بعضها حدود المنطقة وكيفية الدخول والخروج منها والصلاحيات الممنوحة للقوات العسكرية لتنفيذ القرار. في غضون ذلك، أعلنت حركة «مشروع تونس» المعارضة «مساندتها المشروطة» لحكومة الوحدة الوطنية التي أعلن عنها رئيس الوزراء المكلّف يوسف الشاهد السبت الماضي، وفق ما صرح أمين عام الحركة، المنشق عن حزب «نداء تونس» الحاكم محسن مرزوق. وأوضح مرزوق مساء أول من أمس، إنه «على رغم تحفظات الحزب حول منهجية تركيبة الحكومة إلا أنه سينتظر بيان رئيس الحكومة المكلّف الذي سيُعرض على البرلمان، على أن يقدم «مشروع تونس» مساندته للحكومة شرط أن يتضمن البيان الأولويات الواردة في اتفاق قرطاج». وجاء هذا الموقف من حركة «مشروع تونس» المعارضة ليعزز حظوظ حكومة الشاهد في نيل ثقة غالبية مريحة في البرلمان غداً، فيما واصل الرئيس المكلّف لقاءاته السياسية واجتماعاته مع وزرائه الجدد عشية امتحان نيل الثقة. وأكدت مصادر قريبة من الرئيس المكلف إلى «الحياة» أن الشاهد يتجه نحو المحافظة على فريقه الوزاري الذي أعلن عنه السبت الماضي على رغم تحفظات أحزاب مشاركة في المشاورات على بعض التسميات في الحكومة العتيدة. وذكرت المصادر ذاتها أن رئيس الوزراء المكلّف يعمل على إقناع الأحزاب المتحفظة بدعم حكومته الجديدة من دون اجراء تعديلات عليها، واعتمد في ذلك على الرئيس الباجي قائد السبسي الذي طالب الأحزاب بمنح الثقة للحكومة وسط تحذيرات من أن فشل الحكومة في نيل الثقة سيضطر الرئيس الى حل البرلمان والدعوة إلى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.