رمت صروف الدهر أبا محمد وأبناءه الأربعة بسهام من المصائب لم يستطع أن يتقيها، فأصابته وفلذات كبده بأنواع من الإعاقات أصبحوا معها على رأس قائمة ذوي الاحتياجات الخاصة، فثلاثة منهم لا يسمعون أو ينطقون، والرابع أصابه تكسر في الدم ليجعل الأب ملازماً له، ثم لم يتوقف نزيف المشكلات إلا بإصابة العائل الأب بكسر في عظم الفخذ وخلع في مفصل الركبة سكتت معها حركته واستحال العمل وكسب الرزق، لتتراكم الديون وتكون الكارثة التي ستقصم ظهر العائلة. وقال أبو محمد ل«الحياة»: «أخرجت معاناتي مع أطفالي المعوقين أمور الديون عن سيطرتي، إذ تراكمت علي بسبب جراحات زراعة القوقعة التي أجريت لأبنائي، وما فاقم آلامي وزاد تباريحي إصابتي بخلع في مفصل الركبة وكسر في عظم الفخذ الأيسر إثر حادثة مرورية، ما أعاقني عن العمل وبالتالي التوقف عن تسديد الديون». وأضاف أنه يعاني من التهابات وتورم في الركبة مع ضمور شديد في عضلات الفخذ الأيمن، مشيراً إلى أنه يضع ثقله على الطرف السفلي الأيمن باستعمال العكازات. وذكر أنه الآن يصرف على أبنائه من الإعانة الشهرية لوزارة الشؤون الاجتماعية التي تفي فقط بمستلزمات الحياة اليومية، ولا يوجد لديه دخل مادي آخر أو وظيفة لأحد من أفراد أسرته، متسائلاً عن مصيره وأولاده المصابين بتلك العاهات المستديمة من صمم وبكم في ظل الغلاء الذي تعاني منه الأسر السليمة قبل تلك التي لديها احتياجات خاصة. وقال: «وما أشعرني بالألم أكثر وأكثر أن أبنائي لم يستفيدوا من زراعة القوقعة لهم بسبب مواعيد التعلم على المخاطبة التي تتباعد لتصل إلى أن تكون مرة في الشهر فقط، وكذلك المعاناة الرابعة مع ابني الأكبر الذي لديه تكسر في الدم ويقاسي الألم الشديد الذي من الجائز أن يعرضه للخطر، كما أن العلاج الذي يستخدمه يسبب له آثاراً جانبية، إذ إن متابعة حاله الصحية غير دقيقة على رغم أنه تعالج خارج المملكة بأمر من الأمير عبدالعزيز بن فهد».