تواجه فكرة بناء جدار عازل يفصل بين مناطق قضاء تلعفر ذي الغالبية التركمانية، رفضاً شعبياً وسياسياً كبيراً، وأكد القائمقام ان من الصعب فصل الأحياء المشتركة بين السنة والشيعة. وقال عبد العال عباس العبيدي إن «فكرة بناء الجدار العازل لا يمكن تطبيقها واقعياً كما انها لها مضاعفات سلبية اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً» . وزاد في تصريح الى «الحياة»، إن خيار بناء جدار عازل في قضاء تلعفر «ليس عملياً ولا واقعياً ولايمكن تطبيقه ولن يفيد القضاء أمنياً ولا اجتماعياً او اقتصادياً اذ لا توجد مناطق في القضاء خاصة بمكون معين ومناطق خاصة بمكون آخر بل أن مناطقنا مختلطة تسكنها عائلات شيعية وسنية». وتابع «صحيح انه يوجد في مناطق حواجز لضبط الأمن عند مداخل ومخارج الأحياء حالها حال محافظات العراق، لكن ان يتطور الأمر الى جدار عازل فهذا أمر صعب التحقيق على ارض الواقع». وتساءل:»كيف لنا أن نقسم دوائرنا الخدمية والحكومية في القضاء، مثلاً هنالك مستشفى تلعفر العام هل يعقل ان نقسم المستشفى الى قسمين والحال ذاتها تسري على البلدية والقائمقامية وكل الدوائر الأخرى، الفكرة غير ممكنة التحقيق علمياً وواقعياً». ويضم قضاء تلعفر غالبية من التركمان الشيعة لكنه يضم ايضاً سنة من التركمان والعرب والأكراد. وقال العبيدي «قد يكون للناس ردود فعل غاضبة نتجية الأوضاع العصيبة او لتنافرات طائفية افرزتها الظروف الاستثنائية ولكن هذا الجو خف كثيراً مقارنة بسنوات خلت والعازل لن يفيد القضاء في أي جانب». وتعود فكرة بناء جدار عازل في قضاء تلعفر، بين الغالبية الشيعية التركمانية، الى اواسط تموز (يوليو) الجاري عندما التقى مدير الشؤون العامة للعشائر في وزارة الداخلية العراقية ممثلي قضاء تلعفر في مجلس محافظة نينوى حيث تم التباحث حول اوضاع القضاء ومن بين الأفكار التي تم طرحها اقامة جدار عازل بين الأحياء للمساعدة في استتباب الأمن فيه على ان يتم رفعه حين تعود الأوضاع الأمنية الى استقرارها. وشهد القضاء تفجيرات انتحارية وعمليات مسلحة دامية أوقعت آلاف الضحايا من قتلى وجرحى، وحملت العمليات طابعاً طائفياً. وتتمحور فكرة اقامة الجدار على عزل المناطق ذات الغالبية الشيعية عن المناطق ذات الغالبية السنية منعاً لاستهدافها ما يتوقع ان يؤجج الروح الطائفية والتباعد بين الفريقين. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري إن فكرة بناء جدار عازل في قضاء تلعفر «مرفوضة تماماً». وأضاف في تصريح الى «الحياة» إن «من غير المعقول ان نبادر الى اقامة جدران عازلة كلما نشبت مشكلة بين فريق وآخر بدل ان نسعى الى حلها من خلال المصالحة والتفاهم، اهالي تلعفر يرفضون هذه الفكرة، ثم ان اهالي القضاء ليسوا كالفلسطينيين والإسرائيليين كي يبنوا جداراً بينهم، هم ابناء وطن واحد». وكانت آخر العمليات المسلحة التي شهدها القضاء هي التفجير الثلاثي بسيارة مفخخة وحزامين ناسفين والذي استهدف مباراة بين فريقين شعبيين بكرة القدم ادى الى مقتل ثمانية مواطنين وجرح اكثر من 120 آخرين.