تموّل «الوكالة الوطنيّة (الأميركيّة) للطيران والفضاء» («ناسا») برنامجاً بحثيّاً آخر في «جامعة واشنطن» لإمكان أن يستبدل الوقود الكيماوي التقليدي للصواريخ، بوقود يقدر على إيصال مركبة فضاء تحمل بشراً إلى المريخ. وعقب تاريخ طويل من فشل التجارب على الاندماج النووي الجزئي Partial Nuclear Fusion، قلبت «المنشأة الوطنيّة (الأميركيّة) للإشعال» National Ignition Facility المشهد في 2010 بنجاحها في تحقيق أول اندماج نووي على مستوى محدود. واستخدمت في ذلك 192 تدفقاً لأشعة الليزر، ضربت كلها كميّة صغيرة من الهيدروجين المُثلّج. ويأمل العلماء في وضع ذلك النوع المحدود من التفاعل قيد الاستخدام فعليّاً، في زمن قريب. هل تنجح تلك المحاولات في تحقيق اختراق في مجال الاندماج النووي؟ هل تفتح الأبواب لتفاعلات اندماجية متحكّم بها في منشآت الطاقة؟ (عن طاقة الاندماج النووي وآفاقها، أنظر «الحياة» في 12 يوليو (تمّوز) 2016). صُرفت بلايين الدولارات وعقود من البحوث في مراكز ومختبرات ومفاعلات سعت كلها الى تحقيق الاندماج النووي على الأرض، بمعنى أنها تمثّل محاولة لتقليد الشمس والنجوم التي تنتج الطاقة في دواخلها عبر الاندماج النووي منذ بلايين السنين، من دون أن يتحقّق ذلك تماماً لحد اليوم، على رغم بروز «استثناء» في ألمانيا بداية من أواخر العام 2015 وبدايات العام الجاري. تمثّل ذلك «الاستثناء» في مفاعل «سفِندِلشتاين 7- إكس شتلاراتور» Wendelstein 7-X stellarator، واختصاراً «دبليو 7- إكس» W7-X، الذي وصفه معهد «ماكس بلانك» في ألمانيا بأنه أول مفاعل للانصهار النووي (أنظر «الحياة» في 20 كانون الأول (ديسمبر) 2015). وفي سياق متّصل، يعمل فريق من خبراء الملاحة الجويّة في «جامعة واشنطن» على تطوير تطبيق فريد من نوعه يتيح إنتاج طاقة بالاندماج النووي لدفع الصواريخ وإيصالها إلى المريخ. يقوم الفريق ببناء «محرك اندماجي» يفترض أن يوصل طاقم رواد الفضاء إلى المريخ خلال 30 يوماً، وهي فترة قياسيّة مقارنة بمدة السنتين التي تحتاجها المحركات الصاروخية حاضراً في إيصال مركبة إلى المريخ.