استمرت ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح أمس في إحكام الحصار على مدينة تعز وإغلاق منافذها وقصف أحيائها السكنية وقرى المحافظة بالأسلحة الثقيلة وتفجير المنازل، فيما وجه مجلسها العسكري نداء استغاثة إلى الحكومة ووفدها المفاوض في الكويتوالأممالمتحدة لاتخاذ «إجراءات حاسمة وفورية ضد الانقلابيين». في غضون ذلك اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة السعودية صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون من داخل الأراضي اليمنية باتجاه نجران وتمكنت من تدميره في الجو في منطقة خالية قبل أن يصل إلى هدفه. كما استمرت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في مختلف الجبهات بالتزامن مع غارات لطيران التحالف استهدفت خطوط الإمداد ومعسكرات للتدريب وآليات عسكرية في محافظات حجة وصعدة وتعز، في وقت أفادت مصادر المقاومة بأن ميليشات الحوثيين وصالح تمكنت أمس من اقتحام منطقة «الشعاور» غرب محافظة إب بعد نحو 11 شهراً من الحصار والمواجهات، وهي آخر معقل للمقاومة في المحافظة. وقال الناطق باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني في بيان إن ميليشيات الحوثيين وصالح «أغلقت المنفذ الوحيد والأخير أمام المواطنين غرب تعز ومنعوا دخول المواطنين والسيارات والمواد الغذائية والأدوية وغيرها من مستلزمات الحياة». وأضاف أن الميليشيات «مستمرة في قصف منازل المواطنين بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من مدفعية وصواريخ واقتحام منازلهم واعتقال ومطاردة العديد منهم ونشرت الخوف والرعب والإرهاب، كما قامت بتفخيخ عدد من المنازل لمواطنين إستعداداً لتفجيرها». ودعا الحساني المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ ووفد الحكومة في المشاورات إلى «اتخاذ موقف جاد أمام هذا الوضع واتخاذ إجراءات فورية إزاء الميليشيات بدلاً من إضاعة الوقت والمماطلة في المشاورات» وكشف أن المتمردين «قاموا خلال الأيام الماضية بحشد العديد من التعزيزات من صنعاء وذمار والحديدة والدفع بها إلى مدينة تعز بهدف التصعيد العسكري والاعتداء على أبناء المدينة». على الصعيد الميداني أفادت مصادر المقاومة بأن القوات الموالية للحكومة خاضت معارك ضارية مع المتمردين أسفرت عن تطهير «منطقة بتع والفراوش بالكامل جنوب جبل العروس بصبر الموادم جنوب مدينة تعز» في حين أدت المواجهات إلى مقتل وجرح 20 متمرداً مقابل سبعة من عناصر المقاومة إلى جانب خمسة مدنيين جرحوا جراء القصف الحوثي العشوائي على المناطق السكنية. ورداً على خروق الانقلابيين للتهدئة أفادت مصادر المقاومة أن طيران التحالف استهدف مواقع الحوثيين في مديرية حيفان جنوب تعز ومنطقة الحويمي شمال محافظة لحج، كما دمر جسراً على طريق إمداد المليشيات في منطقة «العبيسة» بين محافظتي عمران وحجة، إضافة إلى معسكر تدريب مجاور في منطقة وادي مور وآليات عسكرية ومخازن أسلحة في مديريتي حرض وميدي الحدوديتين شمال غربي حجة. إلى ذلك، لقي قيادي حوثي مصرعه مع خمسة من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في منطقة «القاعدة» بين إب وتعز، وأفادت مصادر المقاومة أن القيادي الحوثي يحيى شيبان كان عائداً من مهمة لتجنيد مقاتلين في صف المتمردين في مديرية ذي السفال، ومديريات أخرى مجاورة. سياسياً، التقى مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات السلام في الكويت، وأفادت مصادر الوفد بأن النقاش تركز «على تثبيت وقف الأعمال القتالية في شكل كامل وشامل وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية إضافة الى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح وكذلك فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية». وفي صنعاء كشف رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي عن موقف جماعته إزاء مشاورات الكويت وعزمها التنصل من تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وأكد أن جماعته لن تسلم السلاح إلى «الأعداء» على حد قوله، في إشارة إلى القوات الموالية للحكومة الشرعية. على صعيد منفصل، اغتال مجهولون في مدينة عدن الداعية السلفي عبدالرحمن الزهري عقب عودته من صلاة الفجر قرب منزله في مديرية المنصورة شمال المدينة، وقال شهود إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة سوداء أطلقوا النار على الشيخ الزهري من مسدس كاتم للصوت قبل أن يلوذوا بالفرار.