كثفت ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح هجماتها أمس على مواقع القوات المشتركة للجيش الوطني و»المقاومة الشعبية» في مختلف الجبهات في محافظة تعز وعلى امتداد المناطق المتاخمة لها في محافظة لحج الجنوبية وأدى قصف المتمردين العشوائي للأحياء السكنية إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وقالت مصادر ميدانية في المقاومة والجيش الوطني إن معارك عنيفة بين قواتها وبين ميليشيا الحوثيين وقوات صالح اندلعت في منطقة «الحويمي» شمال محافظة لحج على إثر محاولة المتمردين التقدم «نحو مواقع المقاومة باتجاه قاعدة العند العسكرية، وأضافت أن المواجهات أسفرت عن انكسار الحوثيين وإحباط تقدمهم نحو الجبال المطلة على القاعدة الاستراتيجية، كما أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. من جهة أخرى نوّه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بقرار الأممالمتحدة حذف دول التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن من القائمة المرفقة بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة في شأن الأطفال والنزاعات العسكرية، في ضوء عدم استناد التقرير إلى معلومات دقيقة وموثوقة في شأن جهود التحالف. وعبّر الجبير في جدة أمس عن «الأمل مستقبلاً في التحقق من دقة المعلومات قبل نشرها»، مؤكداً «حرص التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن على إحلال الأمن والاستقرار في اليمن، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم القاعدة، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2116، مع حرصه على سلامة المدنيين بمن فيهم الأطفال». جاء ذلك في وقت استمر في الكويت مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في عقد الجلسات غير المباشرة لمفاوضات السلام بين وفد الحكومة ووفد الحوثيين وحزب صالح استمراراً للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي وأمني شامل للأزمة اليمنية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي. وأفادت مصادر رسمية بأن ولد الشيخ بحث مع الوفد الحكومي «الترتيبات العسكرية والأمنية وتأمين العاصمة صنعاء، عقب انسحاب المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح من المدينة»، كما ناقش «عملية الانسحاب من المدن وتحديد المدن والإطار الزمني للانسحابات والمرحلة الأولى من عودة الحكومة». وأضافت المصادر أن جلسة المشاورات ناقشت رؤية الوفد الحكومي المتمثلة في «استعادة مؤسسات الدولة بعد إلغاء ما يُسمى ب «الإعلان الدستوري» والقرارات الإدارية التي ترتبت عليه وإزالة العراقيل أمام عمل مؤسسات الدولة وهي مرحلة موازية للانسحاب من المدن وتسليم السلاح بما يمهد لعودة الحكومة» كما دار الحديث حول «استكمال واستئناف المرحلة الانتقالية والمسار السياسي بحسب المرجعيات، ودور المؤسسات الدستورية كمجلسي النواب والشورى خلال الفترة المقبلة». وعلى الصعيد الأمني تصاعدت المواجهات في الجبهات الساحلية في باب المندب وذوباب والوازعية واستمر الانقلابيون في قصف الأحياء السكنية لمدينة تعز، وأفادت مصادر المقاومة بأن أسرة مكونة من خمسة أشخاص قتلوا أمس جراء قذيفة حوثية سقطت فوق منزلهم الواقع في حي «مستشفى الثورة» وسط تعز. وأضافت المصادر أن عشرات القتلى والجرحى الحوثيين سقطوا في تقدم للمقاومة والجيش في الجبهتين الشرقية والغربية من مدينة تعز، بخاصة في مناطق «ثعبات ووادي الزنوج والجحملية». إلى ذلك جدد طيران التحالف العربي استهداف مواقع الانقلابيين وقواتهم في جبهات نهم وصرواح غرب مأرب وفي محافظة الجوف رداً على خرقهم المستمر للهدنة ومحاولة التقدم نحو المواقع التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة الشرعية.