اشترطت روسيا لتطبيع علاقاتها مع الحلف الأطلسي، وقف الأخير نشاطه العسكري على حدودها، وذلك بعدما فشل الجانبان في تقريب وجهات نظرهما، خلال اجتماع في بروكسيل الأربعاء. وقال المندوب الروسي لدى الحلف ألكسندر غروشكو أن التطبيع يتطلّب تجميد «الأطلسي» نشر «قوات قرب الحدود الروسية، والحدّ من نشاطاته العسكرية، وسحب الوحدات المنشورة» إلى معسكراتها. وكان مجلس روسيا – «الأطلسي» عقد جلسة الأربعاء، هي الأولى منذ نيسان (ابريل) الماضي، علماً انها هيئة حوار بين الطرفين جُمِّد نشاطها منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية عام 2014. أتى الاجتماع بعدما صادق قادة دول الحلف في وارسو الأسبوع الماضي على نشر أربع كتائب متعددة الجنسية في بولندا ودول البلطيق الثلاث، ستقودها الولاياتالمتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا، منذ عام 2017. وأغضب قرار الحلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهم «الأطلسي» بمحاولة جرّ بلاده الى سباق تسلّح «محموم» وبالسعي الى الإخلال ب «التوازن العسكري» القائم في اوروبا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. واعتبر غروشكو أن هذه الإجراءات «المبالغ فيها، والتي تأتي بنتائج عكسية، تعيدنا الى أجواء الحرب الباردة»، وتابع: «لا نرى مبرراً لهذه الإجراءات. نموذج المواجهة الذي يفرضه علينا (الأطلسي) لا يهمنا». وحذر من «إدخال بعدٍ عسكري على علاقاتنا مع دول شرق أوروبا، لم يكن موجوداً في أي وقت»، وزاد: «الخطر يتمثّل في أن سياسة المواجهة المبنيّة الآن على أساس خطر وهمي من روسيا، تتحوّل تخطيطاً عسكرياً وتحضيرات عسكرية على حدودنا. وتتحوّل أراضي الدول الشرقية في الحلف، رأس جسر لنشر القوات وممارسة ضغوط سياسية - عسكرية على روسيا». وطرحت موسكو «اقتراحات» حول تحليق مقاتلات روسية فوق بحر البلطيق، مطفئة أجهزة البث، ما يجعل رصدها بالرادار مستحيلاً ويفاقم أخطار حصول حوادث اصطدام.