قال الأمين العام ل «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم (الخميس) إن الحلف لا يسعى إلى المواجهة مع روسيا بتعزيزاته العسكرية في شرق أوروبا. وذكر ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في برلين «نقوم بتعزيز دفاعاتنا المشتركة ليس بهدف إثارة صراع بل لمنع نشوب صراع. لسنا في حرب باردة جديدة». وأضاف قائلاً «لا نرغب في مواجهة مع روسيا وعلى العكس نسعى لعلاقة بناءة أقوى مع روسيا». وكانت روسيا اتهمت روسيا أول من أمس الحلف بانتهاج «الأسلوب» الموروث عن الحرب الباردة، بعدما دعا المجلس البرلماني للحلف الى الاستعداد للرد على «تهديد روسي محتمل». وقال السفير الروسي لدى الحلف ألكسندر غروشكو في حديث إلى صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الرسمية، إن «الحلف يعتمد أساليب أمنية كانت سارية خلال الحرب الباردة (...) ويدعونا إلى العودة إلى الماضي». وأضاف: «لم ننته بعد من هذا الأسلوب الذي يساهم في توتير علاقاتنا»، موضحاً أن «الحلف يواصل سياسة، احتواء، روسيا على رغم دعواته إلى فتح حوار سياسي». وكلمة «احتواء» الموروثة عن حقبة الحرب الباردة توحي بسياسة واشنطن للتصدي للنفوذ السوفياتي. وقال رئيس المجلس الأميركي مايكل ترنر في وقت سابق، إن «التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير». وأعرب الإعلان الذي أصدره الاجتماع الذي شارك فيه نحو 250 برلمانياً من دول «ناتو» ال 28 في تيرانا الإثنين الماضي عن أسف الحلف «لاستخدام روسيا القوة ضد جاراتها ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الأطلسي». وفي نظر غروشكو «لا يشعر الأطلسي بارتياح في غياب خصم كبير تستخدم صورته لتعود المنظمة إلى الواجهة السياسية الدولية» ولإقناع أوروبا بأن الحلف المنظمة الوحيدة القادرة على ضمان أمنها. وأكد أنها «سياسة متعمدة لإثبات، أهمية، الحلف الأطلسي (...) ولجعل الأوروبيين ينفقون الأموال لدفاعاتهم ولشراء معدات عسكرية أميركية». وقطع الحلف كل أشكال التعاون العملي مع موسكو في أعقاب تدخلها في أوكرانيا وضمها شبه جزيرة القرم، إلا أن الحلف الذي تقوده الولاياتالمتحدة قال إنه سيجري محادثات غير رسمية مع موسكو قبل قمته التي ستجري في 8-9 تموز (يوليو) في وارسو. ويجري الحلف عمليات إعادة هيكلة عسكرية كبيرة لضمان الرد في شكل أسرع في حال تكررت أزمة أوكرانيا في بلد آخر. لكن روسيا أكدت أن تعزيز قوات الحلف في أوروبا الشرقية يطرح تهديداً لأمنها.