أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس (الاربعاء) ارسال 47 جنديا الى جنوب السودان لحماية سفارة الولاياتالمتحدة في جوبا وطاقمها بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها عاصمة الدولة الفتية والتي خلفت مئات القتلى وعشرات آلاف النازحين. وقال اوباما في رسالة الى الكونغرس نشرها البيت الابيض ان الجنود الاميركيين ال47 وصلوا الى جوبا الثلاثاء وان 130 آخرين موجودون حاليا في جيبوتي هم جاهزون للالتحاق برفاقهم "عند الاقتضاء". وكانت الولاياتالمتحدة التي دعمت استقلال جنوب السودان قبل خمس سنوات، أمرت الموظفين غير الاساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلد ودعت رعايا في هذا البلد الى توخي الحيطة والحذر. وفي رسالته الى الكونغرس اوضح اوباما انه "على رغم ان هؤلاء الجنود الاضافيين مجهزون للقتال الا انهم ينتشرون في مهمة لحماية المواطنين الاميركيين والممتلكات الاميركية". واعرب مسؤول عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة ايرفيه لادسو عن "قلق بالغ" لدى المنظمة الاممية حيال احتمال تجدد المعارك في جنوب السودان، رغم وقف لاطلاق النار اعلنه طرفا النزاع في العاصمة جوبا. واضاف المنظمة الدولية مستعدة للعمل مع الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) في شرق أفريقيا بشأن اقتراحها تشكيل قوة تدخل ضمن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان. وقال لادسو "الهدف مثلما أفهم هو تأمين جوبا ومطارها إن أمكن... ليتسنى لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية العمل من دون قلق بشأن الأمور المتعلقة بالأمن". وتحتاج مثل هذه الوحدة القتالية لتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي حض دول المنطقة يوم الأحد على الاستعداد لإرسال قوات إضافية لجنوب السودان في حالة موافقة المجلس على تعزيز بعثة حفظ السلام. وقال لادسو إنه ستكون هناك على الأرجح حاجة لتعزيز قوة حفظ السلام بقوات إضافية وقدرات أقوى- مثل طائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات من دون طيار لأغراض المراقبة- لتتمكن من تحقيق التفويض الممنوح لها بحماية المدنيين. وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي على فرض حظر سلاح على جنوب السودان ومعاقبة الزعماء والقادة الذين يعرقلون تطبيق اتفاق السلام وتعزيز بعثة حفظ السلام. ونشرت قوات حفظ السلام في جنوب السودان منذ استقلاله عن السودان العام 2011. وتنتشر هناك بالفعل قوة تضم نحو 13500 فرد. ورجح لادسو أن تطرأ زيادة كبيرة على العدد الرسمي الأولي الذي قدمته حكومة جنوب السودان لقتلى الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الماضية في جوبا والبالغ 272 قتيلا بينهم 33 مدنيا. وأضاف لادسو "أعتقد أن هذا ليس سوى قمة جبل الجليد بالنظر للتقارير المقلقة التي تشير لمنع عدد كبير من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية من الوصول إلى مناطق أكثر أمنا". ولكن يبدو ان وقف اطلاق النار لا يزال صامدا في جوبا لليوم الثاني على التوالي بعد الاشتباكات العنيفة التي اثارت مخاوف من عودة البلاد الى الحرب الاهلية الشاملة. ولا يزال العدد الاجمالي لقتلى الاشتباكات غير معروف، الا ان نحو 300 شخص قتلوا خلال ساعات قليلة الجمعة من بينهم اثنان من عناصر قوة حفظ السلام الاممية من الجنسية الصينية.