دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما جنوب السودان الذي يشهد معارك طاحنة بين فصائل من الجيش، الى ان «يوقف فورا جميع اعمال العنف الت تهدف الى زعزعة حكومة» الدولة الفتية التي اصبحت «على شفير هاوية» الحرب الاهلية. وقال اوباما في بيان ان «المعارك الاخيرة تهدد وتغرق جنوب السودان مجددا في الايام الحالكة التي عاشها بالماضي» داعيا الى انهاء «المعارك فورا الهادفة الى تصفية حسابات سياسية وزعزعة الحكومة».وكان اوباما اعلن في وقت سابق في رسالة الى الكونغرس ان الولاياتالمتحدة ارسلت حوالى 45 جنديا الى جنوب السودان الذي يشهد اعمال عنف دامية بين فصائل من الجيش، لتأمين امن الرعايا الاميركيين. وقال ان الجنود «المجهزين بشكل جيد للمعركة، انتشروا بهدف تأمين حماية مواطنين ومصالح اميركية» وسيبقون في جنوب السودان طالما تطلب الوضع ذلك.وقتل ثلاثة جنود هنود من بعثة الاممالمتحدة الخميس في هجوم على قاعدتهم بولاية جونقلي (شرق).وكانت السفارة الاميركية امرت الثلاثاء طاقمها غير الاساسي الى مغادرة جنوب السودان كما علقت كل نشاطاتها وغادر معظم طاقمها الاساسي. من ناحية أخرى، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة يان إلياسون إن قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في ولاية جونقلي بجنوب السودان هوجمت أمس الأول وان الأممالمتحدة تلقت تقارير بأن بعض الأشخاص قتلوا. وقال إلياسون للصحفيين «قاعدتنا في أكوبو بولاية جونقلي هوجمت ولدينا تقارير تفيد بسقوط قتلى. ليس لدينا تفاصيل عن ذلك حتى الآن». وخاضت قوات حكومة جنوب السودان معارك لاستعادة السيطرة على بلدة مضطربة وأرسلت قوات لوقف اشتباكات في منطقة منتجة للنفط في خامس أيام صراع أجج الانقسامات العرقية في البلاد. وأثار القتال الذي أدى حتى الآن إلى مقتل زهاء 500 شخص قلق جيران جنوب السودان. وأجرى وسطاء أفارقة محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير في محاولة لإحلال السلام. وقال مسؤول إثيوبي إن أعضاء الفريق الأفريقي من اثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا. وهذه أول مبادرة كبيرة لإحلال السلام منذ بدء الاشتباكات. وقال المتحدث أتني ويك أتني دونما إسهاب «لا يزال الاتحاد الافريقي في اجتماع مع الرئيس... رسالتهم هي انهم يحاولون التوسط لاحلال السلام بين القوتين». وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه صدم حينما علم بالهجوم على القاعدة التابعة للأمم المتحدة. وقال في بيان «بدت مؤشرات على أن مدنيين قتلوا وجرحوا في الهجوم ولكن لم يتم التحقق من هذا. وإذا صحت هذه الأنباء فإنه يجب محاسبة هؤلاء الجناة عن جرائمهم». وفي واشنطن حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الفئات المتحاربة في جنوب السودان على إنهاء العنف واستعادة الهدوء والعمل من أجل المصالحة قائلا إن الصراع ينذر بعرقلة التقدم الذي حققته البلاد منذ حصولها على الاستقلال. وقال أوباما في بيان «يجب أن تتوقف التصريحات التحريضية والعنف المستهدف. ويجب على كل الأطراف أن تستمع إلى المشورة الحكيمة للجيران وتدخل في حوار وتتخذ خطوات فورية لاستعادة الهدوء ودعم المصالحة». وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك اجتماعا أمس لمناقشة الأزمة في جنوب السودان. وتحدث فرحان حق المتحدث باسم الأممالمتحدة عن هجوم أكوبو أيضا. وقال «الوضع في جونقلي تدهور في أكوبو.. حيث تجمع مدنيون بينهم 32 شخصا حتى الليلة قبل الماضية ... دخل شباب جماعة النوير (العرقية) عنوة الى قاعدة العمليات المؤقتة التابعة لبعثة الأممالمتحدة للوصول الى اولئك المدنيين». وأضاف «بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان ستحاول إخراج أفراد المنظمة الدولية غير المسلحين من أكوبو مع تعزيز القاعدة في أكوبو بقوة اضافية قوامها 60 جنديا من ملكال (اليوم)». وقالت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان في بيان إن 43 من جنود حفظ السلام الهنود وستة مستشارين من الشرطة تابعين للأمم المتحدة وموظفين مدنيين اثنين تابعين للمنظمة الدولية كانوا في القاعدة وقت الهجوم. أطفال يفحصون الأسلاك الشائكة داخل أحد مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (رويترز)