طلب مجلس الامن أمس (الاحد) من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال الدائر في هذا البلد وكذلك ايضا زيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية. وفي بيان صدر باجماع اعضائه الخمسة عشر اكد مجلس الامن انه "يدين بأشد العبارات" المعارك الدائرة منذ الخميس، مطالبا الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار ب"القيام بكل ما بوسعهما للسيطرة على قوات كل منهما وانهاء المعارك بصورة عاجلة". كما طالبهما بان "يلتزما بكل صدق بالتنفيذ الكامل والفوري لاتفاق السلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار بشكل دائم واعادة انتشار القوات العسكرية من جوبا". وحذر البيان طرفي النزاع من ان استهداف المدنيين وموظفي الاممالمتحدة ومنشآتها يمكن ان يشكل جرائم حرب، داعيا الى محاسبة المرتكبين ومهددا بفرض عقوبات. وطلب من "دول المنطقة"، من دون ان يحددها، ومن مجلس الامن والسلم في الاتحاد الافريقي، ومن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) "التباحث بحزم مع قادة جنوب السودان من اجل معالجة هذه الازمة". واكد عزمه "تعزيز بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان (..) لتتمكن من درء العنف والتصدي له بشكل افضل"، طالباً من دول المنطقة "الاستعداد للمساهمة بجنود اضافيين" في قوات الاممالمتحدة عند الحاجة. وطالبت الولاياتالمتحدة الاحد بوقف فوري للمعارك الدائرة في جنوب السودان وامرت الموظفين غير الاساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلد. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جون كيربي في بيان ان "الولاياتالمتحدة تدين بشدة المعارك الجديدة التي جرت في جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات نائب الرئيس رياك مشار، بما في ذلك الهجمات المحتملة على مدنيين والتي تبلغنا بوقوعها". واضاف انه "ردا على اعمال العنف الراهنة" فان الوزارة "امرت اليوم بسحب الموظفين غير الاساسيين من السفارة الاميركية في جوبا". وحض كيربي الرعايا الاميركيين في جنوب السودان على اخذ الحيطة والحذ، محذرا اياهم من ان "قدرة السفارة على توفير خدمات طارئة للمواطنين الاميركيين في جوبا محدودة للغاية". واضاف ان واشنطن تطالب كير ومشار "وحلفائهما السياسيين والعسكريين بسحب قواتهم واعادتها الى ثكناتها والحؤول دون وقوع اعمال عنف جديدة واراقة دماء". وكانت الاشتباكات بين الطرفين تجددت يوم الخميس وتواصلت الجمعة حيث اوقعت نحو 150 قتيلا وسجلت الاحد اشتباكات بالاسلحة الثقيلة في جوبا. وقالت قوات موالية لريك مشار نائب الرئيس إن قوات الرئيس هاجمت مقر إقامته مما أثار المخاوف من العودة إلى صراع شامل في الدولة التي تبلغ من العمر خمس سنوات فقط. ولم يصدر رد فوري من حكومة الرئيس سلفا كير على بيان المتحدث باسم مشار. وفي وقت سابق قال ميشال ماكوي وزير الإعلام في حكومة كير إن الوضع تحت السيطرة وحث السكان على البقاء في منازلهم. ووجه الزعيمان اللذان تقاتلا في حرب أهلية دامت عامين وبدأت في أواخر عام 2013 دعوة مشتركة للهدوء بعد اندلاع اشتباكات بين الفصيلين المتناحرين في وقت متأخر يوم الخميس. وقال مصدر من وزارة الصحة إن 272 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات. وقال مسؤول بالأممالمتحدة إن جنديا صينيا من قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام قُتل . وقالت متحدثة باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (يونميس) إن جنديين آخرين من القوة أصيبا بجروح خطيرة. وتعرضت مجمعات الأممالمتحدة في جوبا لإطلاق نار من أسلحة صغيرة وثقيلة. وقالت سامانثا باور سفيرة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة وهي في طريقها لاجتماع لمجلس الأمن طلبته الولاياتالمتحدة بشأن الوضع في جنوب السودان "نشعر بقلق بالغ بشأن ما يبدو أنه انعدام القيادة والتحكم في القوات. وذكر سكان منطقتي جوديل وجبل في جوبا أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقعت قرب ثكنات للجيش تضم المقر الرئيسي لمشار وقواته. ورأى شاهد من رويترز طائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض لكنه لم يرها تطلق النار. وقال مصدر من وزارة الصحة إن 33 مدنيا كانوا بين القتلى في الاشتباكات الأخيرة التي أذكت المخاوف من تجدد الصراع وأثارت القلق بشأن قدرة الزعيمين على السيطرة على قواتهما. وقالت مذكرة حفظ السلام السرية إن نحو ثلاثة آلاف مدني من بينهم مسؤولو معارضة كبار سعوا للجوء إلى أحد مواقع الأممالمتحدة في حين دخل 800 مدني آخرون مجمعا آخر للأمم المتحدة.