من شأن «معرض الفن المعاصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا» الذي يقام في احدى صالات البيال أن يعيد وضع مدينة بيروت على خريطة أهمّ مراكز الفن المعاصر في المنطقة. والمعرض الذي يعقد سنوياً في بيروت على شكل «غاليري تجاري» مكرس حصرياً للترويج للفنانين المعاصرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا. انه الهدف الذي يرمي إليه منظمو المعرض وعلى رأسهم لور دوتفيل، علماً أنهم عمدوا إلى إرساء نسخة تسبق النسخة الأولى من المعرض من أجل إطلاق مشروعهم، وهي تقوم على مفهوم مميّز يقضي بإنشاء متحف موقت للفن المعاصر في هذه المناطق الثلاثة بفضل معرض يسمح لثلاثين صالة عرض متخصصة بعرض تحفة واحدة لأحد فنانيها. ومن بين هذه الصالات «أجيال» و«إيبروف دارتيست» وجانين ربيز من لبنان و «أيام» ومنى الأتاسي من سورية و«غري نواز» من باكستان و«لودويغ» من ألمانيا و«إيزايبل دين إيندي» من دبي و«ري» من المغرب و«آثر» من السعودية و«لانغيغ» من أندونيسيا إلى جانب ريشارد كوه الذي يشرف على المتاحف في سنغفورة وكوالالمبور. وستقدم صالات العرض فنانين مثل أيمن بعلبكي (الذي بيعت لوحته خلال مزاد في دار «كريستي» في دبي في تشرين الأول (أكتوبر) 2009 مقابل مبلغ 74500 دولار) وهنيبعل سروجي وشوقي شمعون وهادي سي (الفنان التشكيلي اللبناني) وإيمانويل غيراغوسيان وأسامة دياب وجعفر خالدي وآغوس سواج، الإندونيسي الذي احتل المرتبة الثالثة في لائحة الفنانين العشرين الأكثر مبيعاً في العالم خلال 2008 و 2009 بحسب دليل «آرتبرايس». ويتضمن البرنامج تدشين لوحات فنية في صالات العرض الكبرى في المدينة وزيارة المجموعات الفنية الخاصة ولقاء بين كبار هواة جمع التحف لا سيما القادمين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا خصيصاً لهذه المناسبة، ناهيك عن المؤتمرات التربوية التي ستعقد في إشراف باسكال أوديل المدير الفني لهذا المعرض وجان مارك دوكرو المدير الفني لجناح جنوب شرق آسيا، مع العلم أنّ كليهما مسجل على لائحة الغرفة الوطنية الفرنسية للخبراء المتخصصيين اضافة إلى صالح بركات صاحب صالة «أجيال» المتخصص في فن الشرق الأوسط. وستتمحور المداخلاتهم حول «من العولمة لغاية وصول الفنانين الجدد إلى أسواق البلدان الناشئة» و«الحركات الجديدة للفن المعاصر في جنوب شرق آسيا» و«فن الشرق الأوسط في عصر العولمة». تهدف الدورة ما قبل الأولى من هذا المعرض إلى إطلاق الدورة الأولى من المعرض المزمع عقده في صيف 2011 في مركز البيال. ويهدف المعرض إلى تقديم الفنانين الشباب من ثلاثين بلداً موجوداً على خريطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا. وأشارت لور دوتفيل إلى أن هذا الحدث مكرس للفنانين الشباب في هذه البلدان «التي يراقبها هواة جمع التحف منذ فترة عن كثب». وأضافت مديرة هذا المعرض إن «هذا المعرض الأول من نوعه في العالم المتخصص في هذه المنطقة الجغرافية الكبيرة يفرض نفسه لأن مجرد حضور بعض الفنانين في المنطقة في مزادات دبي وفي معارض الفن في باريس وأبو ظبي يعني أن معظم تحفهم تتناسب مع سوق الفن المعاصر في أوروبا أو الولاياتالمتحدة أيّ مع فنانين غربيين مشهورين يسجلون مبيعات كبيرة للوحاتهم». لقد حقّق الفن المعاصر في البلدان العربية - الإسلامية وفي جنوب شرق آسيا نجاحاً متزايداً خلال السنوات الأخيرة. وتمّ عرض أعمال الفنانين البارزين في صالات محترفة ومتخصصة في هذا المجال. ولفت باسكال أوديل إلى أن هؤلاء الفنانين كانوا بحاجة إلى منبر متخصص «يساعدهم على الوصول إلى سوق في طور العولمة». ولعل بيروتالمدينة المتعددة الثقافات ومركز التبادلات والثقافات تعد المكان الأفضل لاستضافة هذا النوع من المشاريع. فخلال الأشهر الأخيرة، شهدت العاصمة اللبنانية بروز مساحات فنية وصالات عرض كبيرة ومراكز ثقافية، وتشهد قريباً معرضاً للفن المعاصر بتمويل من الكويت. وتدل هذه الإشارات كافة على حيوية كبيرة وعلى استعادة بيروت مكانتها الطبيعية كمركز للحركات الفنية الكبيرة في المنطقة. أما بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا المشاركة فهي: الشرق الأوسط: مصر والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا والعراق وإيران والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والسعودية وسلطنة عمان واليمن وأفغانستان وباكستان، شمال أفريقيا: المغرب والجزائر وتونس وليبيا، جنوب شرق آسيا: سلطنة بروناي وأندونيسيا وماليزيا والفليبين وسنغافورة والصين وتايلاندا.