دخلت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية أمس مدينة منبج، أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها المتطرفون منذ العام 2014، في وقت أصيب ثلاثة جنود روس وقتل ضابط رفيع في جيش النظام في هجمات شنها «داعش» أسفرت عن طرد قوات النظام من محافظة الرقة شرق البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «دخلت قوات سورية الديموقراطية اليوم (أمس) مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة أميركية»، مشيراً إلى «اشتباكات عنيفة تدور بين الأبنية وفي الشوارع داخل المدينة». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن «قوات سورية الديموقراطية» تقدمت داخل منبج بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش عند الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، مشيراً إلى «مقتل عنصرين من «قوات سورية الديموقراطية» جراء تفجير لغم في أحد المنازل». وتوقع أن يكون تقدم هذه القوات «بطيئاً داخل المدينة نتيجة الألغام والمفخخات التي زرعها تنظيم داعش لإعاقة عملية السيطرة على منبج». وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم فصائل كردية وعربية، في 31 أيار (مايو) هجوماً في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج التي استولى عليها تنظيم «داعش» العام 2014. وتمكنت الأسبوع الماضي من تطويق المدينة وقطع طرق إمداد التنظيم إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المتطرفين ونحو الحدود التركية. لكن اتّباع المتطرفين استراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات أبطأ تقدم «قوات سورية الديموقراطية». وتعد منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب. ولمنبج تحديداً أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله شرق سورية والحدود التركية. وأشار «المرصد» إلى أنه «إذ قضى عنصران من «قوات سورية الديموقراطية» ليرتفع إلى 63 عدد مقاتلي هذه القوات الذين قضوا منذ ال31 من شهر أيار، قتل 458 عنصراً من التنظيم، بينهم قادة ميدانيون وعناصر من جنسيات غير سورية نتيجة قصف طائرات التحالف الدولي واشتباكات مع «قوات سورية الديموقراطية» في الفترة ذاتها». ونفى «المرصد» صحة الأنباء التي تداولتها وسائل إعلامية عن استهداف التحالف عن طريق الخطأ، تمركزاً ل «قوات سورية الديموقراطية» في شمال مدينة منبج التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي، لافتاً إلى أن «ما لا يقل عن 2300 مواطن مدني بينهم مئات الأطفال والمواطنات تمكنوا خلال ال24 ساعة الفائتة، من الفرار من مدينة منبج، والوصول إلى مناطق «قوات سورية الديموقراطية» ليرتفع إلى أكثر من 6 آلاف عدد المدنيين الذين فروا من المدينة منذ اقتراب العمليات العسكرية منها». وفي حلب، قال «المرصد» أن «الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة عدة على أماكن في منطقة الملاح شمال حلب، بينما ارتفع إلى 20 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية على مناطق في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي، كذلك قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة مسكنة وقرية الردة القريب منها في ريف حلب الشرقي، بينما استشهدت مواطنة وأصيب آخرون من أفراد عائلتها بجروح نتيجة قصف من طائرات حربية على مناطق في قرية المهدوم بريف حلب الشرقي». وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية وحزب الله اللبناني من جانب، والفصائل الإسلامية وفصائل جيش الفتح بينها جبهة النصرة وجيش التحرير والفرقة 13 وفيلق الشام من جهة أخرى، في محيط بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». في حين قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة، بحسب «المرصد»، وأفاد بمقتل 4 مواطنين وسقوط جرحى نتيجة قصف طائرات حربية مناطقَ في حي القاطرجي بمدينة حلب وتنفيذ طائرات حربية غارتين على مناطق في حي مساكن هنانو بمدينة حلب. في وسط البلاد، أفاد «المرصد» بحصول «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال أنه «وثق إصابة 3 جنود من القوات الروسية خلال ال48 ساعة الفائتة، جراء استهدافهم من تنظيم «داعش» بتفجير عن طريق لغم، شرق منطقة بئر أبو علاج، على الطريق الواصلة بين أثريا والرصافة في مثلث الحدود الإدارية حماة - حلب - الرقة. وأشار إلى «مقتل اللواء حسن سعدو رئيس أركان الفرقة العاشرة نتيجة إصابته في القصف والاشتباكات مع تنظيم «داعش» على طريق أثريا - الرصافة، عند مثلث الحدود الإدارية لمحافظات حلب - حماة - حمص، وهو أرفع ضابط يقتل في الهجوم على الرقة منذ الثاني من شهر حزيران (يونيو) الجاري من العام الحالي. وكان «داعش» تمكن من التقدم مجدداً في مثلث الحدود الإدارية لمحافظات الرقة - حلب - حماة، والسيطرة على تلة السيريتل على طريق أثريا - الرصافة، بعد استهدافه التلة وتمركزات قوات النظام وصقور الصحراء والمسلحين الموالين لها فيها، ووردت «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين»، وفق «المرصد». في الجنوب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية لدمشق. كما قصفت قوات النظام مناطق في مزارع القصور وبلدة الدير خبية بريف دمشق الغربي، في حين نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 4 غارات على مناطق في بلدات حزرما والبحارية وميدعا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط جرحى بينهم أطفال، بينما وصلت شاحنات عدة محملة بالمواد الغذائية وأكياس الطحين إلى بلدة جيرود بإشرف الهلال الأحمر في القلمون، وفق «المرصد». وأردف أن «الفصائل المقاتلة استهدفت بصاروخ تاو سيارة لقوات النظام في منطقة أرض الوطى بجبل الأكراد، ووردت أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين».