تشتّت عناصر تنظيم «داعش» على جبهات في معاركه ضد «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية التي شدّدت الخناق على معقل التنظيم في منبج شرق حلب، حيث بدأ آلاف من المدنيين ينزحون هرباً من المعارك. واقتربت قوات النظام السوري تحت غطاء جوي روسي من الطبقة في اتجاه الرقة، معقل التنظيم في شمال شرقي البلاد، بالتزامن مع هجمات «قوات سورية الديموقراطية» من ريف الرقة الشمالي، فيما سقط عشرات بين قتلى وجرحى بغارات على دير الزور في الشرق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع لقوات النظام في الرقة، تُظهر أن التنظيم غير قادر على صد الهجمات على رغم استعداداته لها». وتمكّنت قوات النظام السوري ومقاتلون من «صقور الصحراء» وهم موالون درّبتهم موسكو من التقدُّم داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة بدعم جوي روسي، وباتوا «على مسافة أقل من 30 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري ونحو 25 كيلومتراً من بحيرة الفرات»، وفق «المرصد» الذي اعتبر ذلك التقدُّم الأبرز «في عمق محافظة الرقة» التي دخلتها قوات النظام السبت، للمرة الأولى منذ نحو سنتين. وتنتشر «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من أميركا على بعد 60 كيلومتراً شمال شرقي الطبقة من دون أن تُحرز أي تقدم، كون «معركتها الأساسية» الآن هي تحرير منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأشار «المرصد» إلى غارات جوية كثيفة نفّذها التحالف الدولي وطاولت منطقة منبج دعماً لتلك القوات التي تضم فصائل عربية وكردية. وتعدّ منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا، معاقل رئيسة ل «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة معقله في سورية، والحدود التركية. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس، بأن الهجوم على منبج تسبّب في نزوح حوالى 20 ألف مدني، ويمكن أن يتسبّب في نزوح حوالى 216 ألفاً آخرين إذا استمر، لافتاً إلى احتمال أن يواجه الناس «عراقيل» أمام الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، ومشدداً على حاجة ملحة لأن يتوافر لهم المأوى ومياه الشرب والطعام والرعاية الصحية. وقال ناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» إن المقاتلين حاصروا منبج من ثلاث جهات، بينما يواصلون معركتهم ضد «داعش» قرب الحدود مع تركيا. وأفاد «المرصد» بمقتل «17 مدنياً بينهم 8 أطفال بقصف نفّذته طائرات حربية في أول أيام شهر رمضان، استهدف سوقاً شعبية مكتظة في بلدة العشارة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي». وزاد: «لم يتضح هل الطائرات سورية أم روسية». في دمشق، اختار مجلس الشعب (البرلمان) الجديد في أول جلسة عقدها بعد انتخابه، النائبة هدية عباس لرئاسته لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في سورية. وفازت عباس بالتزكية كونها المرشحة الوحيدة لرئاسة المجلس، بعد أداء أعضائه ال250 اليمين الدستورية، في جلسة رأسها أكبر الأعضاء سناً الشيخ عبدالعزيز طراد الملحم، ونقل التلفزيون السوري الرسمي وقائعها مباشرة على الهواء.