بدا تنظيم «داعش»، أمس، على شفا الانهيار في ريف حلب الشمالي، شمال سورية، تحت ضغط مزدوج من فصائل المعارضة في غرب المحافظة و «قوات سورية الديموقراطية» في شرقها. إذ أفيد أن التنظيم أخلى فجأة عدداً من القرى التي سيطر عليها في الأسابيع الماضية بين مدينتي مارع وأعزاز قرب الحدود التركية، ما سمح للمعارضة بإعادة ربط المدينتين اللتين تُعتبران من معاقلها الأساسية في ريف حلب الشمالي. وجاءت هذه الخطوة، كما يبدو، بهدف تعزيز خطوط دفاع التنظيم في وجه «قوات سورية الديموقراطية» التي وصلت إلى مدينة منبج، معقل «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أن تنظيم «داعش» انسحب فجر أمس من قرية صندف وبلدتي كفر كلبين وكلجبرين ما سمح لفصائل المعارضة بفك الحصار المفروض على مدينة مارع منذ أسابيع وإعادة فتح الطريق بينها وبين مدينة أعزاز التي كان «داعش» قد وصل أخيراً إلى مشارفها، ما هدد بقطع خطوط إمداد المعارضة مع الحدود التركية. وتابع المرصد أن «داعش» انسحب لاحقاً من عدة بلدات وقرى أخرى في ريف حلب الشمالي، مثل صوران وتلالين وقره كوبري ويان يابان ودوديان وبريشة وغزل بالإضافة إلى قريتين أخريين لم يسمهما، موضحاً أن الفصائل المعارضة لم تدخل إلى هذه البلدات والقرى «خوفاً من وجود كمائن نصبها التنظيم في المنطقة»، متحدثاً عن «حالة استغراب من الانسحابات السريعة والمفاجئة للتنظيم، حيث عمد إلى سحب قواته باتجاه غرب مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي». ولفت المرصد إلى مقتل ثلاثة من «وحدات حماية الشعب» الكردية إثر سقوط قذائف على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، من دون أن يوضح مصدر هذا القصف. ونقلت «رويترز» عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه يبدو أن تنظيم «داعش» غير قادر على الإبقاء على عدة جبهات مفتوحة في نفس الوقت، مشيراً إلى أن المنطقة التي انسحب منها التنظيم إستراتيجية. أما شبكة «الدرر الشامية» المعارضة فتحدثت، من جهتها، عن «انهيارات متسارعة» في صفوف «داعش» الذي «انسحب من 10 قرى دفعة واحدة» في ريف حلب الشمالي. وأضافت: «أن التنظيم سحب جميع القوات العسكرية المتواجدة في قرى جارز، يحمول، بريشة، قرى كوبري، يني يابان، غزل، لتحل محلها القوات العسكرية التابعة لفصائل الثوار»، موضحة أن هذه الانسحابات جاءت بعدما كان التنظيم قد أخلى صباحاً كفركلبين وكلجبرين وصندف «ليصبح الطريق بين مارع وأعزاز وصولاً إلى معبر باب السلامة مفتوحاً من جديد». ولفتت «الدرر» إلى أن هذه التطورات أتت «بعد ساعات قليلة من اندماج كافة الفصائل الثورية في مدينة مارع تحت اسم لواء المعتصم» الذي تردد أنه يحظى بدعم أميركي. وفي سياق منفصل، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي «وسط تقدم جديد لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على قريتين في المنطقة»، لافتاً إلى تنفيذ طائرات التحالف الدولي ضربات على تمركزات «داعش» في المنطقة. وأوضح أن ما لا يقل عن 16 عنصراً من «داعش» قُتلوا جراء استهداف طائرات التحالف الدولي آلية للتنظيم قرب قرية كرسان بريف منبج وفي استهداف مواقع وتمركزات وآليات أخرى للتنظيم في محيط المدينة. وتواصل القوات النظامية السورية في غضون ذلك محاولتها التقدم نحو مدينة الطبقة في ريف الرقة الجنوبي. وقال المرصد إن طائرات حربية قصفت محيط بلدة الرصافة بريف الرقة المعقل الرئيسي ل «داعش» وسط اشتباكات بين هذا التنظيم وبين قوات النظام وقوات «صقور الصحراء» مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب آخر، داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الطائرات النظامية قصفت «تحصينات» لتنظيم «داعش» في محيط مدينة الرصافة جنوب غربي مدينة الرقة بنحو 50 كلم. ونقلت عن مصدر عسكري أن «الطلعات أسفرت عن تدمير عشرات الآليات بعضها مصفح ومزود برشاشات وتحصينات لإرهابيي التنظيم التكفيري وإيقاع أعداد كبيرة منهم قتلى ومصابين». ولفتت الوكالة إلى أن القوات النظامية كانت قد سيطرت في إطار هجوم بدأ في 2 حزيران (يونيو) الجاري «بإسناد جوي سوري روسي» على عقدة طرق زكية - مفرق دير حافر وعلى جبال أبو الزين ومنطقة المسبح وقرية أبو العلاج وعدد من التلال في منطقة أثريا التي انطلقت منها القوات المتقدمة صوب مدينة الطبقة.