انتهى المخرج حسن أبل من تصوير مسلسل «ليلة عيد» الذي تعرضه قناة «إم بي سي1» حصرياً في رمضان. ويتمحور المسلسل الذي كتب قصته حمد بدر ويشارك في بطولته حياة الفهد وغانم الصالح ومنصور المنصور وأحمد الجسمي وهدى الخطيب، في فترتين زمنيتين تمتدان من عام 1967 حتى اليوم، حول الفتاة «لولوة» التي تعيش وسط إخوتها كخادمة لهم ومربية لأولادهم، وذلك نتيجة غلطة ارتكبتها في صباها تمثّلت بإقامة علاقة مع شاب غني استغلّها، ما أسفر عن حملها ومن ثم إجهاضها عنوة على يد أسرتها. وتتعاقب الأحداث مع مرور الوقت والسنوات، ليزداد ظلم الإخوة وتحكّمهم بمصير «لولوة» وحياتها تحت الترهيب بطردها والتخلّي عنها تارة، والتهديد بكشف ماضيها طوراً، لدرجة تجعلهم يتاجرون بأعضائها وهي حيّة ترزق، طمعاً بالمال! ويتطرق العمل في بداية حلقاته إلى النكبة التي أصابت الأمة العربية عام 1967. ويجسد غانم الصالح دور عسكري يتعرّض لصدمتين تُغيران حياته رأساً على عقب: أولاهما الهزيمة العسكرية وخسارة الأصدقاء، والثانية تَعرّض شقيقته لحادثة ألحقت العار بالعائلة! حقبة الستينات، تحديداً حرب 1967 والانتكاسة، تمتد إلى سبع حلقات من العمل، ومن ثم ينتقل التصوير إلى مشاهد الزمن الراهن التي تظهر حياة الفهد فيها بشخصية امرأة تعيش حياة الفقر المدقع، لكن أمورها المادية تتحسن بعد وفاة زوجها، ما يجعل شخصيات أخرى في المسلسل تحقد عليها، وتدبر لها المكائد، لتتوالى الأحداث. وبموازاة ذلك يتطرق المسلسل إلى عدد من القضايا الاجتماعية والأخلاقية كالإجهاض والاتجار بالأعضاء البشرية والعنوسة ومعاناة المرأة في المجتمعات المغلقة وظلم الإخوة وغيرها من المواضيع، وهو ما تعلّق عليه بطلة العمل حياة الفهد بقولها: «الهدف الأول من تقديم أي عمل هو الإضاءة على مشكلات المجتمع ونقل رسالة مباشرة أو غير مباشرة للمشاهدين بحيث يأخذون العبرة منها وينقلونها إلى الأجيال التالية، وأنا لا أقدم أي عمل درامي لأجل الترفيه أو الحصول على المال إنما من أجل تقديم عمل هادف، وحتى الكوميديا يجب أن تكون هادفة». وتضيف: «هذا الدور جديد عليّ، لأنني أتدرج فيه من شخصية طفلة صغيرة تؤديها فتاة اسمها «فرح»، ومن ثم انتقل إلى القفزة الكبرى، وأظهر في شخصية امرأة ناضجة». اما الفنان منصور المنصور فيؤدي دور زوج حياة الفهد، الرجل المسن المغلوب على أمره، وهو لا يتصرف بأي شيء إلا بحكم زوجته التي تنجز كل أعمال البيت وشؤون الحياة اليومية، وتظهر قمة الحزن والدراما في العمل لحظة إعلان وفاة هذا الرجل المسالم. مخرج العمل حسن أبل يرى أن تصوير العمل بين حقبتين زمنيتين شديدتي التفاوت، يجعل المخرج أمام تحدٍ خطير لئلا يقع في بعض الأخطاء الإخراجية الصغيرة، خصوصاً ما يتعلق بالأزياء والديكور والإكسسوارات. ويتابع: «حرصنا على أن تظهر كل شخصية باللباس التراثي الملائم، مع مراعاة حقيقة ما كان عليه شكل الأزياء في الكويت والخليج إبان حقبة الستينات». وعلى رغم انتهاء تصوير «ليلة عيد»، ودخوله مرحلة المونتاج، وإعلان قناة «إم بي سي» عرضه حصرياً على شاشتها، الا ان المسلسل لا يزال يواجه مشكلة كبيرة بين بطلته ومنتجته الفنانة حياة الفهد وبين لجنة رقابة وإجازة النصوص في وزارة الاعلام، وذلك لعدم عرض النص على اللجنة قبل البدء بتصويره، وهو ما يخالف قوانين وضوابط لجنة رقابة وإجازة النصوص. إذ ينص قانون الوزارة على أن أي عمل لا يعرض على لجنة الرقابة ولا يحصل على اجازة، من حقها ان تتخذ ضده كل الاجراءات القانونية والادارية، لأن من مهمات اللجنة تقويم الاعمال، وعرض المناسب منها، ومنع غير المناسب. وكانت الفهد قدمت للوزارة مسلسلاً بعنوان «لعنة الحب» للمؤلف محمد النشمي، لكنه رُفض لأسباب رقابية، ما جعلها تصرف النظر تماماً عن تقديم مسلسل «ليلة عيد» الى اللجنة لإجازته، علماً ان للجنة الحق في وقف عرض المسلسل بما أنه صوّر ونُفذ داخل الكويت، من دون أخذ موافقة وزارة الاعلام ولجنة رقابة النصوص، وهو ما يجعله خاضعاً للقانون الاداري الذي وضعته الوزارة.