شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على أن «الأردن سيضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المس بأمنه وحدوده»، وذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي تعرض له الجيش الأردني على الحدود مع سورية، وأسفر عن مقتل وجرح عدد من أفراد الجيش والأجهزة الأمنية الأردنية. وأوضح مسؤول عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية تفاصيل العملية في بيان أصدره مساء أمس، وقال فيه إن «السيارة المفخخة التي استهدفت موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين السوريين، انطلقت من مخيم اللاجئين السوريين الموجود خلف الساتر في منطقة الرقبان، وعبرت من خلال الفتحة الموجودة في الساتر الترابي، والتي تستخدم لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، وبسرعة عالية، متفادية إطلاق النار عليها من قوات رد الفعل السريع، إلى حين وصولها إلى الموقع العسكري المتقدم، وتفجيرها من قبل سائقها في عملية بشعة أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من مرتبات (عناصر) القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية القائمين على خدمة اللاجئين السوريين». وقالت مصادر أردنية مطلعة إن الأجهزة المختصة في قيادة القوات المسلحة الأردنية تحقق بكيفية حدوث خرق أمني وعسكري كبير مكّن عناصر إرهابية من الوصول إلى الساتر الترابي في منطقة الرقبان الحدودية مع سورية حيث يوجد مخيم للاستقبال اللاجئين السوريين، بحيث نجحت هذه العناصر بتنفيذ هجوم «عنيف» أدى إلى مقتل 6 من أفراد الجيش والأمن، إضافة إلى إصابة 14 آخرين بجروح. ويقام الساتر الترابي بمنطقة الرقبان في المنطقة الحرام على الحدود الأردنية- السورية، ويبلغ ارتفاعه 3 أمتار، ويحتوي على نحو 45 ممراً لعبور اللاجئين، ومحاط بأبراج مراقبة، وأسلاك شائكة، ويشرف على مخيم الرقبان الذي أقامته القوات المسلحة الأردنية لاستقبال اللاجئين السوريين الذين يفرون باتجاه الأردن، إذ يمكث اللاجئون في هذا المخيم فترة من الوقت إلى حين سماح السلطات الأردنية بدخولهم أراضي المملكة. ويقدر عدد اللاجئين السوريين الموجودين في هذا المخيم بنحو 64 ألف لاجئ. وتعرض الأردن خلال الفترة الماضية لانتقادات دولية بسبب رفضه إدخال سكان هذا المخيم إلى أراضيه، وردت عمان بأن حدودها ستبقى مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، لكنها لن تسمح بدخول أي لاجئ أراضيها إلا بعد إجراء التدقيق الأمني، مشيرة في هذا الصدد إلى احتمال تسلل إرهابيين بين صفوف اللاجئين. وذكرت المصادر أنه تم التعرف إلى جميع ضحايا الهجوم، وهم 4 من أفراد قوات حرس الحدود، وأحد أفراد الدفاع المدني، وأحد أفراد الأمن العام، فيما كان من بين المصابين وعددهم 14 شخصاً، 9 من أفراد الأمن العام. ونقلت مروحيات عسكرية الجرحى من منطقة العملية إلى مدينة الحسين الطبية في عمان لتلقي العلاج. وكشفت المصادر ذاتها عن وجود جثة مجهولة بسبب صعوبة التعرف إليها نظراً إلى تحولها أشلاء، مرجحة أن تكون لأحد أفراد المجموعة الإرهابية التي نفذت العملية. ووضعت القوات المسلحة الأردنية وقوات حرس الحدود في حال تأهب قصوى في المنطقة العسكرية الشمالية لتأمين الشريط الحدودي بين الأردن وسورية الذي يزيد طوله على 370 كيلومتراً، ومنع عمليات التسلل والتهريب. والحادث الجديد جاء على بعد نحو أسبوعين من مقتل 5 من دائرة المخابرات العامة إثر إطلاق نار على مكتب الدائرة في منطقة عين الباشا القريبة من مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، إذ اعتقلت السلطات الأردنية منفذيْ الهجوم بعد ساعات قليلة على وقوعه، وأعلنت السلطات أن الحادث «فردي ومعزول». كما يأتي الحادث الجديد بعد نحو 4 أشهر على تمكن الأجهزة الأمنية وقوات الجيش من تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في مدينة إربد (شمال المملكة) وقتل جميع أفرادها بعد مواجهة مسلحة في المدينة، فيما يتمسك الأردن بتحالفاته الدولية والعربية لمحاربة «داعش»، وبمشاركة طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، في شن غارات جوية على مواقع التنظيم في سورية.