حصد هجوم إرهابي 21 قتيلا وجريحا، من منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية الأردنية، في «هجوم متعدد» استهدف الحدود الشماليةالشرقية وبمنطقة محاذية لمخيم للاجئين السوريين. وقال بيان رسمي، صادر عن «القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي»: إن «هجوما إرهابيا، وقع عند الساعة 5:30 صباحا، استهدف موقعا عسكريا متقدما تابعا لحرس الحدود الأردني، يقع عند الساتر الترابي المحاذي للمنطقة العازلة بين الأردن وسوريا، وتحديدا عند نقطة الركبان». وأشار البيان - الذي تسلمت «اليوم» نسخة منه - إلى أن «الهجوم الإرهابي أوقع 6 شهداء و14 مصابا، كلهم من منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية». ويتوزع «شهداء الهجوم» - حسب البيان - بين 4 مجندين من قوات حرس الحدود، واثنين من جهازي الدفاع المدني والأمن العام، بينما الجرحى 5 منهم من منتسبي القوات المسلحة و9 من مرتبات الأمن العام. ولفت البيان الى أن «الموقع العسكري المستهدف يشكل قاعدة متقدمة لخدمة اللاجئين السوريين، الذين يقطنون في مخيم الرقبان المؤقت، وتشغل الموقع مرتبات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية». ووصف البيان الهجوم ب «الإجرامي والجبان»، مؤكدا أنه «لن يزيد القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية إلا عزما وإصرارا على مقاتلة الإرهاب والإرهابيين وأفكارهم الظلامية». وفي بيان أولي، ذكر مصدر في القوات المسلحة الأردنية أن «المهاجمين نفذوا فعلتهم بمركبة مفخخة، أدى انفجارها إلى وقوع شهداء وجرحى، بينما رد عليهم حرس الحدود الأردني ودمر عددا من الآليات المهاجمة الأخرى». وتعتبر المؤسسة العسكرية الأردنية، وتحديدا القوات المسلحة (الجيش) الجهة التي تحظى بأعلى موثوقية بين الأردنيين، وبنسبة تصل إلى 87%، فيما يأتي القضاء تاليا بنسبة 49%، وبفارق كبير جدا (38 نقطة)، بينما لا تحظى مؤسسات كرئاسة الوزراء والسلطة التشريعية (مجلس النواب) بنسبة موثوقية مرتفعة (14% و6% على التوالي). وحول تفاصيل الهجوم، قال مصدر عسكري رفيع، في حديث ل «اليوم»: إن «المهاجمين سلكوا طريقا يستخدمه مهربون، يعملون على تهريب السوريين من مناطق المواجهة العسكرية إلى منطقة الرقبان، التي تحتوي على مخيم مؤقت للاجئين يقع في المنطقة الحرام خلف الساتر الترابي الأردني». وبين المصدر، غير المخول له بالتصريح، أن «المهربين حين ينقلون مرضى أو مصابين، يتوجهون إلى مسافة قريبة من الساتر الترابي، الذي يفصل منطقة المخيم عن الجانب الأردني، فيما تتدخل - عادة - القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، المرابطة عن نقطة الرقبان، لإسعافهم ونقلهم إلى الجانب الأردني». وأشار المصدر الى أن «صبيحة اليوم (أمس الثلاثاء) وتحديدا عند الساعة 5:30، دخلت عدة مركبات إلى مخيم الرقبان المؤقت. وواصلت مسيرها إلى مشارف الساتر الترابي، فيما توقع من يقومون بالواجب الوظيفي أن المركبات تقل مرضى أو من هم بحاجة لمساعدة عاجلة، وبعد اندفاعهم باتجاهها فجر المهاجمون المركبة الأولى». وزاد: «بعد ذلك اتضح الموقف وبدأت قوات حرس الحدود في الرد على المهاجمين، الذين استخدموا مضادات وقذائف هاون». ولم يوضح المصدر ما إذا كان سقوط هذا العدد الكبير في الهجوم دليلا على خلل في قواعد الاشتباك، التي تحددها القيادة العسكرية بخطوات محددة، أو «نتيجة لعدم الالتزام بها». وتجنب البيان العسكري، وتصريحات مختلف المسؤولين، توجيه أصابع الاتهام لجهة بعينها، فيما لم تعلن (حتى ساعة إعداد التقرير) أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وسارعت المؤسسات الأردنية، الرسمية والشعبية، إلى إدانة الهجوم، فيما صدر أول تعليق عن القصر الأردني على لسان الملكة رانيا العبدالله، التي تقدمت بالتعزية والمواساة لذوي ضحايا الهجوم عبر موقعي «تويتر» و«فيسبوك». وقالت الملكة رانيا، في عبارة نشرتها: «لكم الجنة يا شهداء الوطن، ولذويكم واخوانكم الصبر والسلوان». وفي المقابل تداعت الأحزاب السياسية - بمختلف مشاربها - إلى ادانة الجريمة من بينها حزب حزب جبهة العمل الإسلامي، التي قالت: إن «هجوم الرقبان جريمة نكراء، وعمل جبان لن يمر دون قصاص».