طهران – «الحياة»، أ ب، أ ف ب – اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، ان «بعض الدول الرجعية في المنطقة» تعادي بلاده، فيما اصرت طهران على اتهام الصحافية الاميركية من اصل ايراني روكسانا صابري بالتجسس لمصلحة الولاياتالمتحدة. وقال خامنئي خلال اليوم الثاني من جولته في محافظة كردستان غرب ايران، ان «الثورة الاسلامية خالدة على رغم جميع المؤامرات والعراقيل». وأضاف خلال لقائه طلبة العلوم الدينية وعلماء السنة والشيعة في مسجد سنندج كبرى مدن محافظة كردستان، ان «المحبة التي تكنها الشعوب وطلاب الجامعات والنخب في العالم حيال النظام الاسلامي، هي من اسباب عداء المستكبرين وبعض الدول الرجعية في المنطقة للجمهورية الاسلامية». وزاد ان «السعي الى تأجيج النعرة الطائفية بين الشيعة والسنة، تُعد من المؤشرات الأخرى على ذعر قوى الغطرسة العالمية وعملائهم في المنطقة، من الثورة والنظام الإسلامي». وشبّه خامنئي النظام والشعب في ايران بأنهما «جبل راسخ»، مشدداً على «ضرورة توخي اليقظة في معرفة الصديق والعدو، ومن التغلغل الناعم» للأعداء. في غضون ذلك، جدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التأكيد على أن بلاده تعد رزمة اقتراحات جديدة ستقدمها خلال المحادثات المرتقبة حول برنامجها النووي مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا). وقال على هامش اجتماع مجلس الوزراء: «نبذل جهودنا لتقديم رزمة اقتراحات تسهم في إدارة الأزمات العالمية وتمهد الأرضية لمشاركة عامة في هذه المجالات». اما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فقال رداً على سؤال عن احتمال قطع العلاقات الديبلوماسية بين طهران ولندن، ان «العلاقات مع بريطانيا عادية، وللبلدين وجهات نظر متباينة حول قضايا مختلفة». على صعيد آخر، قال وزير الاستخبارات الإيراني غلام حسين محسني إجائي ان صابري مذنبة على رغم إطلاقها، لأن محكمة الاستئناف التي خفضت عقوبتها من السجن ثماني سنوات الى سنتين مع وقف التنفيذ، قبلت رأي الوزارة بأنها تجسست لمصلحة واشنطن. وأضاف ان «الحكم عليها بالسجن سنتين، يثبت أنها مذنبة». وكان صالح نكبخت محامي صابري قال ان محكمة الاستئناف برأتها من تهمة التجسس، ولكنها دانتها بتهمة نسخ «وثيقة سرية» بدافع «الفضول»، أعدها عام 2003 «مركز الدراسات الاستراتيجية» التابع للرئاسة الإيرانية، حول الغزو الأميركي للعراق، حين كانت تعمل بالقطعة قبل سنتين مترجمة في الموقع الإلكتروني لمجلس تشخيص مصلحة النظام. وأوضح نكبخت ان صابري التي أكدت للمحكمة انها زارت إسرائيل عام 2006، تنتظر استعادة جواز سفريها الإيراني والأميركي، كي تعود الى الولاياتالمتحدة. وفي السياق، افاد موقع «تابناك» الاخباري الايراني بأن والي رضا نصر، وهو مستشار بارز في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما حول ايران، زار طهران أخيراً، بدعوة من رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني والرئيس السابق للمجلس غلام علي حداد عادل. وأضاف الموقع ان احمدي نجاد أُطلع على الزيارة بعد دخول نصر الى البلاد. وربط الموقع الزيارة بإطلاق صابري. على صعيد آخر، تحدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، مجلس صيانة الدستور الذي منعه من مواصلة جولاته في المقاطعات الإيرانية، معتبراً إياها نشاطاً انتخابياً يجب ألا يُجرى بأموال أو وسائل عامة. وقال ان «انتقاد بعض الشخصيات الجولات التي تجريها الحكومة على المحافظات، يشكل لاأخلاقية انتخابية. لا نعلق أهمية على تعليقات مماثلة، وسنواصل زياراتنا إلى المحافظات المختلفة». ورأى أحمدي نجاد انه لا ينافس أي مرشح آخر في الانتخابات. وقال: «إننا هنا لنخدم الأمة وعلينا أن نمد أيدينا نحو بضعنا البعض من اجل هذه الغاية». واضاف: «سأُبلغ الشعب لمَ لم تُنجَز المشاريع التي تعهدت القيام بها». في المقابل، جدد مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي للانتخابات المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل، اتهام الحكومة بانتهاك القانون. وقال أن «مشكلة الإدارة الحالية تكمن في أنها تتخطى القواعد. لا يمكن للشعب ان يسعى إلى حقوقه في المواطنة، إذا لم تدر الحكومة شؤون البلاد بأسلوب قانوني». واضاف ان «الخروج عن القانون سيقود إلى الفوضى والديكتاتورية والتوتاليتارية».