انتهى المخرج حسن أبل من تصوير مشاهد المسلسل الرمضاني «ليلة عيد» من بطولة حياة الفهد وغانم الصالح، منصور المنصور، أحمد الجسمي، هدى الخطيب، قحطان القحطاني، ليلى السلمان، ريم عبدالله، أمل عبدالكريم، عبدالإمام عبدالله، علي كاكولي، طاهر نجادة، إسماعيل راشد، فرح، ناصر، وعبدالله الطراروة، والذي تنفرد قناة «إم بي سي» بعرضه حصرياً على شاشتها رمضان المقبل. وتمتد الحقبة الزمنية في مسلسل «ليلة عيد»، ما بين الستينات والزمن الراهن، وبذل المخرج جهداً كبيراً في تصوير النقلة الدرامية بين بيوت أثرية قديمة، وأخرى عصرية مليئة بمشاهد الحداثة ويندرج العمل ضمن المسلسلات الاجتماعية التي تُعنى بالإطار الإنساني، والعلاقات المثالية بين الأفراد، لكن ما يعكر ذلك ظهور بعض الشخصيات الانتهازية والطماعة التي تغير كثيراً في مجرى الأحداث. وتتمحور أحداث المسلسل الذي كتب قصّته حمد بدر بين فترتين زمنيّتين تمتدا ما بين 1967 و 2010. حول الفتاة لولوة التي تعيش وسط إخوتها كخادمة لهم ومربية لأولادهم، وذلك نتيجة غلطة ارتكبتها في صباها تمثّلت بإقامة علاقة مع شاب غني وطائش قام باستغلالها، مما أسفر عن حملها ومن ثم إجهاضها عنوة على يد أسرتها. وتتعاقب الأحداث مع مرور الوقت والسنوات، ليزداد ظلم الإخوة وتحكّمهم بمصير لولوة وحياتها تحت الترهيب بطردها والتخلّي عنها تارة، والتهديد بكشف ماضيها طوراً، لدرجة تجعلهم يتاجرون بأعضائها وهي حيّة ترزق طمعاً بالمال! ويتعرض العمل في بداية حلقاته إلى النكبة التي أصابت الأمة العربية في عام 1967 وسقط خلالها آلاف الشهداء من مختلف الدول العربية ومنها الكويت. فالفنان غانم الصالح، يلعب دور رجل عسكري يتعرّض لصدمتين تُغيرانه أولهما الهزيمة العسكرية وخسارة الأصدقاء، والثانية تَعرّض شقيقته لحادثة ألحق العار بالعائلة! حقبة الستينات، وتحديداً حرب 67 والانتكاسة، تمتد إلى سبع حلقات من العمل، ومن ثم ينتقل التصوير إلى مشاهد الزمن الراهن، إذ تظهر الفهد فيها بشخصية امرأة كانت تعيش حياة الفقر المدقع، لكن أمورها المادية تتحسن بعد وفاة زوجها، مما يجعل شخصيات أخرى في المسلسل تحقد عليها، وتدبر لها المكائد، وهكذا تتطور الأحداث. وبموازاة ذلك يتطرق المسلسل إلى العديد من القضايا الاجتماعية والأخلاقية كالإجهاض والاتجار بالأعضاء البشرية، والعنوسة، ومعاناة المرأة في المجتمعات المغلقة، وظلم الإخوة وغيرها من المواضيع. وعلى رغم انتهاء تصوير «ليلة عيد»، ودخوله مرحلة المونتاج، وإعلان قناة «إم بي سي» عرضه حصرياً على شاشتها، الا ان المسلسل لا يزال يواجه مشكلة كبيرة بين بطلته ومنتجته الفنانة حياة الفهد وبين لجنة رقابة واجازة النصوص في وزارة الاعلام، وذلك لعدم عرض النص على اللجنة قبل البدء بتصويره، وهو ما يخالف قوانين وضوابط لجنة رقابة واجازة النصوص. واندلعت الأزمة حول المسلسل الذي كتبه حمد بدر، بين الممثلة والوزارة بسبب أنه لم يعرض على اللجنة. وينص قانون الوزارة على أن أي عمل لا يعرض على لجنة الرقابة ولا يحصل على اجازة، فإنه ستتخذ بحقه كل الاجراءات القانونية والادارية، لأن من مهام اللجنة تقويم الاعمال، وعرض المناسب منها، ومنع غير المناسب. وكانت الممثلة حياة الفهد قدمت للوزارة مسلسلاً بعنوان «لعنة الحب» للمؤلف محمد النشمي، لكن تم رفضه لأسباب رقابية، ما جعلها تصرف النظر تماماً عن تقديم مسلسل «ليلة عيد» الى اللجنة لإجازته، وما يعطي اللجنة الحق في إيقاف عرض المسلسل أنه تم تصويره ومونتاجه داخل الكويت، من دون أخذ موافقة وزارة الاعلام ولجنة رقابة النصوص، وهو ما يجعله خاضعاً للقانون الاداري الذي وضعته الوزارة. وتشدد لجنة إجازة النصوص «الكويتية» على ألا يتعارض محتوى أي مسلسل يعرض عليها مع عادات وتقاليد المجتمع، وألا ينطوي على مساس بالذات الالهية او الاميرية، وعدم المبالغة بالجرأة وتسليط الضوء على قضية معينة وجعلها هي القضية الأهم في المجتمع حتى لو كانت قضية سطحية أو صغيرة.