شنت الحكومة القرغيزية حملة اعتقالات في بشكيك طاولت نحو مئة شخص اتهموا بأنهم يسعون الى زعزعة الوضع في العاصمة. تزامن ذلك مع صدور اتهامات جديدة لمقربين من الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف بتدبير أعمال العنف الأخيرة في الجنوب ومحاولة تفجير الوضع في البلاد. وأوضحت الحكومة أن قوات الأمن اعتقلت مئة شخص حاولوا نقل أعمال العنف الى العاصمة من خلال وسائل التحريض ودفع أموال، مشيرة الى أن مقربين من باكييف يقفون وراء مساعي توسيع رقعة العنف في البلاد، علماً أن بشكيك كانت اتهمت مكسيم باكييف، نجل الرئيس المخلوع، بالوقوف وراء موجة العنف العرقية التي اجتاحت جنوب البلاد وأسفرت، بحسب المصادر الرسمية، عن مقتل حوالى 180 شخصاً وجرح حوالى ألفين آخرين. في غضون ذلك، أجرى سكرتير مجلس الأمن القرغيزي أليغ أوروزوف محادثات في موسكو مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف تركزت على الوضع في جنوب البلاد، والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهدف زيادة سرعة إيصال مساعدات منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى قيرغيزيا. وكانت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم كلاً من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان وأرمينيا قررت في اجتماع طارئ عقدته في موسكو الاثنين الماضي إرسال معدات عسكرية وجوية إلى قيرغيزستان. لكنها رفضت زج قوات تابعة للمنظمة في الصراع العرقي الدائر جنوب البلاد، وطالبت بشكيك ببذل مزيد من الجهود لمواجهة الموقف. وأعلنت رئيسة الحكومة القرغيزية الموقتة روزا أوتونبايفا أن الوضع في جنوب البلاد بدأ يميل نحو الهدوء واستعادة السيطرة، «لكن مطلبنا بإرسال قوات دولية لحفظ السلام ما زال قائماً، وأواصل التشاور مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في شأن إرسال قوات لمساعدتنا في فض النزاع العرقي». وأوضح ناطق باسم الحكومة القرغيزية أن القوات الحكومية الموجودة جنوب البلاد كافية لتحقيق الاستقرار، «فيما تُناقش مساعي استقدام قوة سلام من الخارج في سياق جملة الإجراءات الرامية إلى تحقيق الاستقرار». وفي موسكو أشار خبراء إلى أن روسيا لا تستطيع إرسال قوات إلى قرغيزستان من دون موافقة البلدان المجاورة خصوصاً أوزبكستان. ونقلت صحيفة «فيدوموستي» عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية قوله إن «نشر قوات في قرغيزستان وتموينها أمر صعب من دون مساعدة أوزبكستان»، علماً أن الحكومة القرغيزية تعارض دخول قوات أوزبكية على الخط خوفاً من تصعيد المواجهات العرقية بين أبناء الأقلية الأوزبكية ومواطنين قرغيزيين. إلى ذلك، أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية فيليب كرولي أن الولاياتالمتحدة تجري مع روسيا مشاورات في شأن الوضع في قرغيزستان، وأنها مستعدة لتقديم مساعدات إلى الجمهورية. ولفت كرولي إلى أن الولاياتالمتحدة لا تنوي المشاركة في جهود تسوية الوضع في قرغيزستان إلا في إطار المنظمات الدولية، وأنها تنصح الحكومة الموقتة القرغيزية بتكثيف التعاون مع الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.