معراج كنت هاهنا بالقرب من ظلي، وحالما مشيتُ، ركضتُ، أسرعتُ لم يزل ظلي هناك محنطاً! لأنك .. هربت إلى الأعلى. الحقيقة الواحدة ماذا لو خلع الله المجاز عن لغتنا؟ ماذا سيحدث .. ربما يتقاتل اثنان في عرض الصحراء لأن أحدهما قال للآخر: «يا ذيب» وربما تخلع أنثى حياتها عن رجل في المدن الأسمنتية قال لها في لحظة حميمة: «يا فراشة قلبي» وربما سينتحر الشعراء جميعهم ويبحثون لحياتهم مخرجاً بعد أن اكتشفوا بأن الشعر تلاشى كدخان سيجارة.. وأن حبيباتهم هجرنهم للأبد وربما تعمّ البشرية الحروب بضراوة أكبر وربما تفنى الإنسانية مثل وميض باخرة في البحر وربما تتقشر الحياة كما برتقالة مكتنزة وربما أنت الحقيقة الوحيدة أيها الموت الذي لا يقلبه المجاز «لا شيء يعود .. لا شيء يجيء» شفتان مبللتان هكذا في حديقة الروح المتهالكة وثمة غيمة مجففة من أمطارها فلو ارتطمت .. لانكسرت وربما تشظيت .. وبقيت أنا وقلبي الذي يجتاحه برد قديم وعاصفة الذكريات تحتاج إلى مائدة وشمعتين مطفئتين يشعلهما نار الانتظار لماض لا يعود .. وغد لا يجيء «الحياة كقصيدة مهترئة» وحيداً في مقهى الوجود رأسي يتكئ على زندي أرشف قهوة تتنزل من الليل كقرآن موحى وأحاديث الرفاق بائتة منذ حنين البارحة أفتش عني بين دهاليز مفرداتها ولا أجد إلا هراء قصيدة تدعى الحياة. * شاعر سعودي.