تحتفل بريطانيا غداً (الخميس) بالعيد التسعين لميلاد الملكة إليزابيث الثانية التي تزداد شعبية مع تقدمها في السن والتي ستحصل في هذه المناسبة على قالب حلوى بنكهة البرتقال من إعداد طاهية مسلمة من أصول بنغلادشية. ويأتي هذا العيد في فترة جد حساسة للبريطانيين الذين سيشاركون في 23 حزيران (يونيو) المقبل في استفتاء حول احتمال انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن المستبعد أن تشارك الملكة في هذا النقاش، إذ أنها تعتمد إستراتيجية الحياد السياسي منذ 63 عاما، غير أن الخبراء في الشؤون الملكية سيدققون في أي مبادرة صادرة عنها لمحاولة استنباط إلى أي جهة تميل الدفة الملكية. ولدت إليزابيث ألكساندرا ماري ويندسور في 21 نيسان (أبريل) 1926 في لندن، واعتلت العرش في 6 شباط (فبراير) 1952 في سن الخامسة والعشرين، ضاربة في التاسع من أيلول (سبتمبر) الماضي الرقم القياسي لأطول ولاية ملكية في بريطانيا الذي كان مسجلا باسم قريبتها الملكة فيكتوريا التي حكمت لمدة 63 سنة و7 أشهر ويومين، بين 1837 و1901. وازدادت شعبية الملكة على مر السنين. ففي العام 2001، كان بريطاني واحد من أصل ثلاثة يؤيد فكرة تخليها عن العرش، وتراجعت هذه النسبة إلى واحد من أصل خمسة، بحسب استطلاع للآراء أجرته مجموعة "إيبسوس" لحساب جامعة "كينغز كولدج" في لندن. وصرح روجر مورتيمور الأستاذ المحاضر في "كينغز كولدج" لوكالة فرانس برس أن "الملكة اكتسبت شعبية كبيرة بفضل شخصيتها وعملها". وأظهر استطلاع للآراء أن ثلاثة أرباع البريطانيين متمسكون بالنظام الملكي، فقد نجحت الملكة إليزابيث "في الحفاظ على شعبية هذا النظام ويظن أغلبية السكان ان الحكم الملكي سيؤدي دورا مهما في المستقبل"، على حد قول مورتيمور. وتوقع الخبير "مستقبلا مشرقا" للنظام الملكي، حتى لو كان الحكم ينتقل بين طاعنين في السن، فولي العهد الأمير تشارلز هو اليوم في السابعة والستين من العمر. وتحتفل الملكة عادة بعيد ميلادها على مرحلتين، أولهما في يوم ميلادها الفعلي في إطار عائلي وثانيهما خلال مراسم رسمية في حزيران (يونيو). غير أن هذا البرنامج التقليدي عدل هذه السنة نظرا لبلوغ الملكة عامها التسعين وهو يشمل احتفالات عدة من المزمع تنظيمها خلال الأسابيع المقبلة. وستلقي الملكة الخميس التحية على الحشود من قصرها في ويندسور، وتتلقى قالب حلوى بنكهة البرتقال من إعداد الطاهية نادية جمير حسين البنغلادشية الأصل الفائزة ببرنامج تلفزيون الواقع للطهي "ذي غريت بريتيش بايك أوف". وخلال هذا اليوم، سيوجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تحية للملكة من البرلمان وستطلق طلقات مدفعية في أرجاء لندن كافة احتفالا ببلوغ الملكة عقدها العاشر. وستحضر إليزابيث مساء مأدبة عشاء عائلية على شرفها تضيء خلالها أول شعلة ستلمع في بلدان عدة للاحتفال بهذا الحدث. وستتناول الغداء الجمعة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الرسمية إلى بريطانيا. وتوالت التهاني على الملكة حتى قبل التاريخ الرسمي لميلادها، ابتداء من حفيدها الأمير وليام الذي قال: "صحيح أنها جدتي، لكنها هي القائدة بالفعل ... فهي مصدر إلهام مذهل لعائلتها". وأصدرت الصحف البريطانية من جهتها نسخات خاصة بمن اعتبرتها صحيفة "ديلي تيلغراف"، "أشهر امرأة في العالم". وكتبت الصحيفة "عيدا سعيدا جلالة الملكة"، مستشهدة بشكسبير للإشادة بملكة بلغت ذروة شعبيتها في تسعينياتها.