حرصت وزارة الدفاع الجزائرية أخيراً على أن تعلن يومياً عن عمليات تدمير مخابئ لجماعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وجماعة «جند الخلافة» الموالية لتنظيم «داعش». وتحاول المؤسسة العسكرية الإشارة إلى الدخول في مرحلة «ما بعد الإرهاب»، باستهداف تركة «القاعدة»، وهي مئات المخابئ والمغارات في 6 مناطق عسكرية. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس، أن الجيش «دمر 9 مخابئ لإرهابيين وضبط 9 قذائف هاون و4 قنابل تقليدية الصنع ومعدات تفجير» في كل من بجاية وسكيكدة وتيزي وزو (ولايات في شرق البلاد)، ويفوق العدد وفق حسابات الجيش حوالى 50 مخبأً للجماعات المسلحة التابعة ل «القاعدة»، و «جند الخلافة» منذ مطلع العام الجاري. وتشير بيانات وزارة الدفاع بشكل لافت ومستمر خلال الأشهر الأخيرة، إلى تدمير مخابئ الإرهابيين، ومصادرة ما فيها من أسلحة ومؤن، «في عمليات لتدمير بنية تحتية بدأت الجماعات المسلحة تركيبها منذ 20 سنة» وفق خبراء أمنيين. وتتم العمليات التي ينفذها عسكريون جزائريون بحثاً عن المخابئ (تسمى محلياً كازمات) بشكل مستقل عن عمليات التمشيط التي تتبع مسلحين، ويعني ذلك أن وزارة الدفاع أضافت مهمة جديدة إلى مهمات عسكرييها في مجال محاربة الإرهاب، وهي استهداف البنية التحتية للجماعات المسلحة، وهي مخابئ ومغاور جبلية أغلبها في المنطقة الأولى (منطقة الوسط)، ومنطقة الشرق وبنسبة أقل في منطقة الغرب. وتُستغَل المخابئ كمراكز قيادة وإخفاء المؤن والأسلحة، يمكن الإرهابيين البقاء فيها أسابيع عدة، ومكّنتهم من الصمود في مواجهة الجيش. ويتحصن زعيم فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا، عبد المالك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود) في «كازمات» في جبال بجاية، ويتنقل عادة بينها وبين جيجل مستغلاً تلك المخابئ. وتشير بيانات وزارة الدفاع إلى وجود شبكات تهريب أسلحة في الجنوب على امتداد حدود موريتانياومالي والنيجر، وبخاصة ليبيا. وأُعلن مساء أول من أمس، عن كشف مخبأ يضم كمية ضخمة من الأسلحة والذخيرة على الحدود مع ماليوموريتانيا.