أقدم مسلحون قبليون، يعتقد أنهم على صلة بفرع تنظيم «داعش» في اليمن، على ارتكاب «مذبحة مروعة» في حق عشرات الجنود العزل بعد اختطافهم أمس من حافلات ركاب مدنية كانت تقلهم شرق مدينة أحور في محافظة أبين وهم في طريقهم إلى معسكراتهم الواقعة في محافظة المهرة (أقصى الشرق) لاستلام رواتبهم. وأفادت مصادر محلية وطبية بأن الخاطفين اقتادوا الجنود بعد توقيفهم إلى منطقة جبلية مجاورة لحاجز التفتيش وأطلقوا النار عليهم جماعياً ما أدى إلى مقتل 20 منهم على الأقل وجرح 25 آخرين. وأضافت أن السكان المحليين في المنطقة اشتبكوا مع المسلحين الذين يعتقد أنهم على صلة بفرع تنظيم «داعش» وأجبروهم على الفرار، ونقلوا القتلى والجرحى إلى مستشفيات أبين وعدن. من جهة أخرى، نفى جناح تنظيم «القاعدة» صلته بالحادث في بيان بثه على الإنترنت، واتهم زعيماً قبلياً من قبائل آل باكازم يدعى علي عقيل، بارتكاب المذبحة، مؤكداً أن مسلحي التنظيم كانوا دخلوا مدينة أحور قبل نحو شهرين لملاحقة هذا الشخص وعصابته الذين وصفهم بأنهم «جماعة من المفسدين في الأرض قطعوا الطريق وأخافوا السبيل». وجاء الحادث المروع قبل وقف إطلاق النار الذي بدء سريانه اليوم بين الحكومة الشرعية والحوثيين، في سياق التهيئة لانطلاق جولة المفاوضات بين الفريقين التي تستضيفها الكويت في 18 الجاري برعاية الأممالمتحدة. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، بأن الرئيس عبدربه منصور هادي رأس أمس اجتماعاً في مقره الموقت في الرياض لأعضاء الوفد الحكومي المفاوض بحضور نائبه الفريق علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد بن دغر، أطلع خلاله الجميع على «مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية بشقيها الميداني والسياسي». ميدانياً، اشتدت ضراوة المعارك أمس عشية موعد وقف النار، في جبهات مأربوالجوف وتعز وحجة وشبوة بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع مليشيات الحوثيين وقوات صالح. وطاولت الغارات مواقع المتمردين في صرواح غرب مأرب واستهدفت ثكناتهم ومنازل لموالين لهم في محافظة الجوف المجاورة، كما امتدت الغارات إلى مواقعهم في مديريتي عسيلان وبيحان في محافظة شبوة بالتزامن مع المعارك التي تخوضها المقاومة والجيش لطردهم من المديريتين. وكشفت مصادر الجيش والمقاومة عن وصول تعزيزات عسكرية إضافية ضخمة إلى جبهة نهم، قادمة من منطقة العبر في حضرموت، في سياق الاستعدادات لمعركة تحرير صنعاء، كما أكدت استمرار المعارك في مناطق صرواح والمشجح وجبال هيلان غرب مأرب في ظل تقدم لقوات الشرعية على حساب المتمردين. وقالت المصادر إن القوات المشتركة للجيش والمقاومة صدت هجوماً للمتمردين في جبهة ميدي الحدودية الواقعة شمال غربي محافظة حجة وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد. وأضافت أن» 13 متمرداً على الأقل قتلوا، كما جُرح العشرات في مواجهات مع قوات الجيش والمقاومة وغارات للتحالف في الجبهة الغربية لتعز، فيما قُتل خمسة من عناصر الجيش والمقاومة وأُصيب 20 آخرون. وأوضحت المصادر أن المواجهات تركزت أمس «في محيط مقر اللواء 35 في منطقة المطار القديم، ومنطقة الضباب ومحيط السجن المركزي في الجبهة الغربية إلى جانب استمرار الاشتباكات في أحياء متفرقة من الجبهة الشرقية». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية العُمانية أن سلاح الجو العُماني قام مساء الجمعة بإجلاء مواطن أميركي من اليمن «تلبية لطلب الحكومة الأميركية المساعدة في الإفراج عنه».