قبل يومٍ من بدء سريان اتفاق وقف النار المرتقب في اليمن، أعلنت القوات المشتركة للجيش الوطني و»المقاومة الشعبية» أمس، سيطرتها على مواقع استراتيجية غرب محافظة مأرب، إثر معارك مع مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، في وقت استمر طيران التحالف العربي في تكثيف غاراته على مواقع المتمردين في صنعاء وتعز ومأرب. وقالت مصادر ميدانية في المقاومة إن الهجوم الذي شنته قوات الشرعية بشكل مفاجئ على مواقع الحوثيين وصالح هو الأعنف منذ اندلاع المواجهات في جبهة نهم شرق صنعاء، وسط تقدم لقوات الشرعية. إلى ذلك، أفادت مصادر الجيش والمقاومة في محافظة تعز بأن طائرات التحالف زودت قواتهما المشتركة بأسلحة نوعية وذخائر، عن طريق الإنزال المظلي، بالتزامن مع احتدام المعارك في مختلف جبهات القتال، ضد المتمردين في محيط المدينة وأريافها. وجددت ميليشيا الحوثي قصف الأحياء السكنية من مواقع تمركزها في المكلكل وتبة سوفيتل وجبل الوعش ووادي عرش وقاعدة طارق الجوية في الجند، واستهدف القصف أحياء ثعبات ومنزل الرئيس السابق والمحافظة والدعوة وكلابة وعصفيرة وبير باشا وجامعة تعز وغيرها. وواصلت ميليشيات الحوثي فرض الحصار الخانق على مدينة تعز من المداخل الشرقية والشمالية ومفرق شرعب الرونة والضباب غرباً، ومنع دخول المواد الغذائية وتقييد حرية التنقل. وشنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً على قوات الحوثيين وصالح في مديرية صرواح وجبال هيلان غرب مأرب، أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين، كما سيطرت القوات المشتركة على جبل الأشقري الاستراتيجي وأربعة مواقع مهمة في سلسلة جبال هيلان الممتدة من صرواح إلى مشارف الأرياف الشرقية للعاصمة. وغنمت القوات المشتركة للجيش والمقاومة آليات عسكرية وأسلحة وذخائر خلّفها المتمردون بعد فرارهم من المواقع المحررة، كما سيطرت على مناطق عدة قرب مركز مديرية صرواح من جهة منطقة «المشجح»، في ظل انهيار قوات الحوثيين وصالح، نتيجة غارات لطيران التحالف استهدفت تحصيناتهم في مناطق متفرقة من المديرية التي تعد آخر معقل لهم في مأرب. وأشار مصدر إلى مقتل نحو 30 من مقاتلي الحوثيين وقوات صالح في غارات طائرات التحالف. وأوضح المصدر أن تلك التجمعات كانت في طريقها لتعزيز جبهات الانقلابيين، وسط معارك عنيفة تقدم خلالها الجيش والمقاومة وسيطرا على جبل وموقع الأشقري الاستراتيجي في صرواح، وسط تقدم باتجاه مركز المديرية. وفي صنعاء، حلق طيران التحالف على مستوى منخفض واستهدف معسكر القوات الخاصة في منطقة «الصباحة» غرب العاصمة، كما جدد قصف معسكر «الحفا» المجاور لجبل نقم، حيث تقع مخازن رئيسة للأسلحة والذخائر تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح. وامتدت الغارات إلى مواقع المتمردين في جبهات تعز، وأفاد شهود بأن غارات طيران التحالف استهدفت تجمعات لمليشيا الحوثيين وصالح في شارع الستين في مديرية التعزية في الجبهة الشمالية من المدينة، كما طاولت غارات أخرى مواقع لهم في منطقة «مثلث الأحيوق». وأفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتها المشتركة صدت هجوم جديداً للمتمردين في جبهة الضباب غرب تعز، في ظل قصف لهم على الأحياء السكنية بالدبابات وصواريخ «كاتويشا». على صعيد منفصل، شن طيران التحالف ومقاتلات «الأباتشي» سلسلة غارات جديدة على مواقع تنظيم «القاعدة» في محافظة لحج على إثر إطلاق المسلحين صواريخ «كاتيوشا» على الأحياء الشمالية من مدينة عدن. وقال شهود ومصادر أمنية إن الغارات دمرت منصات الصواريخ التي أطلقها مسلحو التنظيم من إحدى المزارع جنوب مدينة الحوطة (عاصمة لحج) وقتل سبعة مسلحين على الأقل في الغارات.