حققت القوات المشتركة في اليمن تقدماً على جبهات عدة في طريقها إلى اقتحام صنعاء، فيما ردت القوات السعودية على قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي من عمق الأراضي اليمنية. وفي غضون ذلك، واصل مسلحو تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب تمددهم في مناطق جنوب اليمن إذ سيطروا أمس على مدينة أحور الساحلية في محافظة أبين وانتشروا في شوارعها بعد مواجهات محدودة مع مسلحين قبليين موالين للحكومة الشرعية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وقالت مصادر ل «الحياة» إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مدعومة بقوات التحالف في محافظة الجوف، أحرزت تقدماً كبيراً في الطرق المؤدية إلى محافظة صعدة المعقل الرئيس للانقلابيين الحوثيين، بينما واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها على مواقع المتمردين في صنعاء ومأرب وصعدة والحديدة، فيما تجري عمليات عسكرية شمال صنعاء في منطقة نهم باتجاه مديرية أرحب، بعد السيطرة على منطقة بران بالكامل، ووضعت قوات الشرعية في حال تأهب استعداداً لاقتحام العاصمة. وتضمن سيطرة تنظيم «القاعدة» على مديرية أحور، حرية التنقل لعناصره بأسلحتهم الثقيلة على طول الشريط الساحلي على بحر العرب وخليج عدن ابتداء من مدينة المكلا عاصمة حضرموت شرقاً، التي يسيطر عليها منذ نيسان (أبريل)، وصولاً إلى مدينة عدن غرباً، خصوصاً بعدما سيطر التنظيم في الأسابيع الأخيرة على معظم مناطق أبين بما فيها عاصمتها زنجبار ومدن جعار وشقرة والمحفد، إلى جانب مدينة عزان، ثاني المدن أهمية في شبوة، ومدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، شمال عدن. وقال شهود ومصادر محلية إن التنظيم أعدم خلال سيطرته أمس على أحور، أحد عناصر المقاومة ذبحاً وألقى جثته على الطريق العام، كما استولى على دبابتين كانتا بحوزة مسلحين موالين للحكومة الشرعية من قبيلة آل باكازم. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية وشهود في عدن بأن مسلحين مجهولين يعتقد أنهم على صلة بالتنظيم اغتالوا القيادي البارز في «المقاومة الشعبية» الشيخ مازن العقربي مع أحد مرافقيه أثناء مروره من مديرية المنصورة شمال عدن. وجاء اغتيال العقربي غداة محاولة مسلحين اقتحام البوابة الغربية لميناء عدن والمنطقة الحرة وإطلاقهم قذيفة «آر بي جي» على حراس البوابة الذين تمكنوا من إفشال الهجوم، وفق ما أفاد به مصدر أمني. وفي محافظة شبوة أفادت مصادر محلية بمقتل أربعة أشخاص على الأقل مفترضين من عناصر التنظيم في غارة لطائرة أميركية من دون طيار استهدفت سيارة تقلهم في منطقة «العقلة»، وأضافت المصادر أن الغارة أدت إلى احتراق السيارة وتفحم جثث القتلى ما أدى إلى تعذر معرفة هوياتهم. وعلى صعيد العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني والمقاومة بدعم من قوات التحالف العربي ضد مسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح، أفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما المشتركة صدت هجمات للحوثيين تحت غطاء من القصف الصاروخي والمدفعي في مديرية حيفان ومنطقة الأقروض جنوب تعز، كما سيطرت على منطقتي العقيرة والصراهم المطلتين على الطريق الرئيسة بين تعز والحديدة إثر معارك ضارية قتل فيها وجرح عدد من المتمردين.