سجل التاريخ أول حادثة اختطاف طائرة مدنية في 16 تموز (يوليو) العام 1948، وكان آخرها أمس 29 آذار (مارس) الجاري باختطاف الطائرة المصرية. وارتبطت جرائم خطف الطائرات بالأحداث السياسية، ولكن في العام 1948 كان الدافع مادياً، عندما أقدم أربعة مسلحين على خطف طائرة «سيدة ماكاو»، وهي طائرة مائية من نوع «كاتالينا»، وانتهت تلك الحادثة بمأساة، بعد أن أقدم أحد الخاطفين على قتل مساعد الطيار، الذي رفض الانصياع لأوامرهم، ما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة، فغاصت في الماء وتحطمت وقتل ركابها ال26. وفي العام 1974 تعرضت طائرة تابعة إلى الخطوط الجوية السعودية إلى الخطف على يد الفلسطيني أبو نضال، الذي أسس منظمته بعد انشقاقه عن منظمة «فتح» الفلسطينية. وتعد حادثة خطف الطائرة السعودية أولى عمليات المنظمة فور انشقاقها. وبعد مرور أربعة أعوام، وتحديداً في 18 شباط (فبراير) 1978، قامت مجموعة من أفراد منظمة أبو نضال، باختطاف طائرة تابعة للخطوط المصرية، واحتجز 17 من ركابها رهائن، وهبطت الطائرة في مطار لارنكا الدولي في قبرص، ما دفع السلطات المصرية إلى مهاجمة المطار بالطائرات الحربية، تلك الحادثة انتهت بعد يوم من خطف الطائرة المصرية، ونتج منها قطع العلاقات المصرية - القبرصية. وبعد سبع سنوات خطفت طائرة تابعة لشركة «تي دبليو» التي كانت تقوم برحلة من أثينا إلى روما، وتبنت العملية مجموعة أطلقت على نفسها «منظمة المضطهدين في الأرض»، والتي تمت في 14 حزيران (يونيو) 1985. وكانت أطول عملية خطف استغرقت أسبوعين، قُتل خلالها مسافر من الولاياتالمتحدة الأميركية، وتوقفت الطائرة المختطفة ساعات في مطار بيروت، بعدما أجبر الخاطفون قائدها على تغيير وجهتها إلى الشرق الاوسط، وتم في مطار بيروت تحرير 19 مسافراً على متن الطائرة، في مقابل تزويد الطائرة بالوقود. وتلخصت مطالب الخاطفين في إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في إسرائيل، وشجب عالمي لتدخل إسرائيل واحتلالها الجنوب اللبناني عقب غزو لبنان العام 1982. وفي 5 أيلول (سبتمبر) 1986، وبعد مرور عام من خطف طائرة شركة «تى دبليو» خطفت طائرة ركاب أميركية أثناء رحلتها من مومباي إلى نيويورك عبر كراتشي ثم فرانكفورت، واختطفتها مجموعة من الفلسطينيين، وبقيت الطائرة في المطار 16 ساعة قبل تدخل وحدات من الولاياتالمتحدة وباكستان، وتم إنقاذ 359 راكباً، في حين قتل 20 آخرون بسبب طلقات نارية. وفي 5 نيسان (أبريل) من العام 1988، خطف ثمانية مسلحين طائرة «الجابرية» التابعة للخطوط الجوية الكويتية أثناء طيران الطائرة من بانكوك إلى الكويت، إذ دخل مسلحان قمرة القيادة، وطلبا من قائدها الكابتن صبحي يوسف ومساعده عيد العازمي التوجه باتجاه الشرق، وبعد تحليق دام أكثر من ساعتين هبطت الطائرة في مطار مشهد الإيراني. وأعلنت مطالب الخاطفين المتمثلة في إطلاق سراح سجناء في الكويت تم اعتقالهم بعيد تفجيرات استهدفت البنية التحتية الكويتية، إضافة إلى سفارتي فرنساوالولاياتالمتحدة فيها، وذلك بتاريخ 12 كانون الأول (ديسمبر) من العام 1983. وغادرت الطائرة مشهد بعد أربعة أيام، متجهة غرباً من دون تحديد وجهة معينة، واتضح في ما بعد محاولتها الهبوط في مطار بيروت الذي أُغلق في وجهها، ما ترتب عليه محاولات عدة يائسة للهبوط فيه من دون جدوى، لتسمح سلطات قبرص لها بالهبوط في لارنكا لدواع إنسانية، ما جنب الطائرة كارثة حتمية، بسبب نفاد الوقود. وفي لارنكا أقدم الخاطفون على قتل مواطنين كويتيين للضغط على السلطات لتزويد الطائرة بالوقود، وهذا ما تم بالفعل، لتتجه الطائرة إلى مطار العاصمة الجزائرية، إذ مكثت الطائرة تسعة أيام أخرى، لتسجل أطول فترة اختطاف في تاريخ الطيران. ونتيجة لمفاوضات سمح للخاطفين بمغادرة الجزائر بطائرة أخرى في مقابل إطلاق سراح الرهائن، لتنتهي حادثة خطف الطائرة التي استمرت 16 يوماً. وفي 11 من سبتمبر من العام 2001، تعرضت طائرة أميركية إلى الخطف من أعضاء من تنظيم «القاعدة» الإرهابي، واستخدمت لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن. وآخر تلك الحوادث ما حدث أمس، حين تعرضت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران إلى الخطف أثناء قيامها برحلة داخلية من مطار برج العرب في الإسكندرية إلى القاهرة، إذ قام شخص بإبلاغ قائد الطائرة بوجود حزام ناسف معه. وكانت الطائرة تقل نحو 80 فرداً من جنسيات مختلفة، وطلب منه تغيير وجهته إلى قبرص، لتنتهي العملية باستسلام الخاطف من دون أن يلحق أذى بالركاب.