طلبت الأممالمتحدة من القوة الأممية الأفريقية المشتركة في دارفور «يوناميد» الرد بقوة على الاعتداءات التي يقوم بها المسلحون على أفرادها والمدنيين في الإقليم. وأعربت عن قلقها إزاء «الأوضاع الأمنية المتردية للغاية» في المنطقة والتي تتسم ب «التوتر والغموض» جراء استمرار المواجهات بين قوات الحكومة والحركات المسلحة. لكن الخرطوم أكدت أن الأوضاع هادئة والأمن مستتب في الإقليم. وقال بيان وزعته الأممالمتحدة إن بعثتها المختلطة في السودان أبلغت عن وقوع «اشتباكات مستمرة» بين القوات المسلحة ومتمردي «حركة العدل والمساواة» قرب بلدة أم ساعونة في ولاية جنوب دارفور، مشيراً إلى أن هذه الاشتباكات والتي بدأت يوم 19 الجاري، أسفرت عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى من الطرفين. وذكر أن التقارير الواردة للأمم المتحدة أكدت توصل الطرفين إلى اتفاق يقضي بالسماح لمنظمة إنسانية دولية بالدخول إلى المناطق المتضررة لنقل المصابين منها. وكان الممثل المشترك الخاص لبعثة «يوناميد» إبراهيم غمباري دعا خلال اجتماع عقده مجلس الأمن أخيراً، الطرفين الى وقف القتال واللجوء للحوار بدلاً من العنف، مشيراً إلى أن هذه المواجهات تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين وتشريد الأهالي وإعاقة توزيع المساعدات الإنسانية. وأبدى قلقه إزاء زيادة الهجمات الموجهة ضد العاملين في نشاطات إغاثة المدنيين وقوات «يوناميد»، بما في ذلك توجيه التهديدات لهم وتعرضهم الى الخطف ونهب سياراتهم. وكشف غمباري أنه طالب قوات «يوناميد» أخيراً بالرد بقوة على هذه الاعتداءات من قبل المسلحين. لكن الخرطوم أكدت استقرار الأوضاع الأمنية في ولايات دارفور الثلاث، وقال وزير الدولة للشؤون الإنسانية عبدالباقي الجيلاني في مؤتمر صحافي أمس إن الحديث عن أوضاع غير مستقرة في دارفور «مجاف للحقائق»، مؤكداً أن الوضع الإنساني مستقر مبيناً أن هناك حركة نزوح بسبب المواجهات الأخيرة بين القوات الحكومية والمتمردين في جبل مون إلى مناطق كتم وزالنجي. إلى ذلك، أكد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع أن زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل ابراهيم يستخدم قضية دارفور لإطاحة نظام الحكم في الخرطوم بالتعاون مع بعض الأحزاب السياسية. وقال «خليل غير راغب في السلام وغير معني بقضية دارفور ويستخدمها لرغبته في تغيير النظام بالخرطوم عبر التعاون مع الأحزاب السياسية التي نشأ في حضنها». وأضاف «إذا واصل خليل في ذلك الخط سيكون مرفوضاً من أهل دارفور». ورفض نافع التعليق على اعتقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي، مشيراً إلى أن ابراهيم كان ضمن اعضاء المؤتمر الشعبي قبل ان يختار العمل المسلح. في غضون ذلك (رويترز) قال محامون عن صحافي سوداني معارض معتقل ان السودان وجه اليه اتهامات بالإرهاب والتجسس وأنه تعرض للتعذيب في الحبس. ودانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها الولاياتالمتحدة اعتقال المعارض الإسلامي حسن الترابي وأربعة من العاملين في صحيفة «رأي الشعب» الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي في وقت سابق هذا الشهر. وقال محمد العالم محامي حزب المؤتمر الشعبي أن أبو ذر الأمين نائب رئيس تحرير الصحيفة اتهم بالإرهاب والتجسس وزعزعة النظام. وقال إن ثلاثة آخرين من العاملين بالصحيفة لم توجه لهم اتهامات بعد وأن الترابي لم يستجوب. وقال إن الأمين تعرض للتعذيب، وهو امر نفته السلطات.