على رغم توافد شاحنات مُحملة بالمواد الغذائية والخيام لسكان محافظة الخرخير من وزارة المالية، بعد العاصفة التي لحقت بهم وسط رمال الربع الخالي، إلا أنهم لا يزالون يعيشون تحت الخيام والصفائح الحديدية، التي لا تستطيع مقاومة درجات الحرارة خلال هذه الأيام، عقب وصولها إلى 50 درجة مئوية. وقال عضو اللجنة المشكّلة من محافظ الخرخير الباحث الاجتماعي علي الأسمري ل«الحياة»: «تبقت عشرات الأسر في محافظة الخرخير من دون مأوى في صحارى رملية متحركة تفتقد أبسط موارد الحياة الطبيعية، وينفي سكانها أي تحسن لأوضاعهم، خصوصاً أبناء قبيلتي المهرة والمكيراس الذين دخلوا الحدود السعودية بعد الترسيم الحدودي بين السعودية واليمن، ويعيش معظمهم في ظل الصفائح الحديدية، وداخل خزانات المياه القديمة، على رغم ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية». وأضاف أن سكان الخرخير يعانون من ضعف الخدمات الصحية والتعليمية والبرامج التنموية الحديثة وبرنامج خيري استراتيجي مكثف في إطار وطني يسهم في رفع مستوى المعيشة، ويؤهلهم للتعايش مع أقرانهم من المواطنين بثقافة وطنية راسخة، مستغرباً أداء بعض الأجهزة الحكومية المركزية في منطقة نجران، والتي من الواجب عليها التحرك الفعلي والجاد، للتنبه لمثل هذه القضايا في المحافظة. وذكر أن عملية المساعدة لسكان الخرخير، يجب ألا تكون من ناحية واحدة فقط، بل يجب أن تكون متوازية، للقضاء على معاناتهم ودمجهم بشكل سريع في حياة المجتمع السعودية، وتحسين أوضاعهم أسوة ببعض محافظات الربع الخالي ومنها شرورة. بدوره، أوضح محافظ محافظة الخرخير سعيد الشهراني ل«الحياة»، أن المساعدات التي صرفت في محافظة الخرخير أخيراً شملت المتضررين من العاصفة الرملية الممطرة، التي شهدتها المحافظة قبل أسبوعين، بالتنسيق مع إمارة منطقة نجران. وعن المساعدات التي يمكن أن تنقذ الكثير من الأسر في المحافظة من الفقر والبقاء في العراء وتحسين أوضاعهم المعيشية والتعليمية ونظام الإقامة والجنسية، قال: «يتابع أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله أحوال أبناء محافظة الخرخير باهتمام كبير وواسع، ونعمل جاهدين على فتح معية خيرية فيها، وهناك دراسات جادة لأوضاع المحافظة ستعلن قريباً». وكانت «الحياة» رصدت في وقت سابق، قضايا عدة يعاني منها أبناء محافظة الخرخير، وتابعت أحداث العاصفة التي قطعتهم بشبكات الاتصالات لمدة أسبوع، وشدد سكانها على أنهم لا يستطيعون العيش في صحراء الربع الخالي الجافة، التي تتسم بحرارتها صيفاً وبرودتها شتاءً، وتحرك الرمال في كل الفصول وقلة الأمطار فيها.