طهران، برازيليا، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت إيران أمس، أن اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع تركيا والبرازيل شكّل «صفعة قوية لأميركا والغرب» ووضعهما في «مأزق ديبلوماسي». وقال رجل الدين المتشدد احمد جنتي أن «ايران أثبتت صدق نياتها في نزع الأسلحة النووية وعدم رغبتها في امتلاكها، لأنها محرمة بحسب فتوى» مرشد الجمهورية علي خامئني. وأضاف في خطبة صلاة الجمعة: «شهد العالم برمته أن إيران التي لا تملك أسلحة نووية، كانت السباقة في موضوع نزع هذه الأسلحة، فيما أن أميركا التي تملك أسلحة نووية اكثر من غيرها في العالم واستخدمت هذه الأسلحة الفتاكة ضد شعوب العالم، تدعم امتلاك سلاح مماثل». وشدد على ان اتفاق تبادل الوقود شكّل «صفعة قوية لأميركا وإسرائيل، ومأزقاً ديبلوماسياً للغرب، ما أدى الى سحب البساط من تحت أقدام أميركا وحلفائها»، مشيداً ب «البلدين الشقيقين والصديقين تركيا والبرازيل اللذين فوّتا الفرصة على الغرب ورميا الكرة في ملعبه». ورجّح عدم تنفيذ الاتفاق «لأن الأميركيين رفضوا ذلك». جاءت خطبة جنتي بعد قول الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ان «إيران التي صُوِّرت للعالم على أنها شيطان لا يريد الجلوس (للتفاوض)، جلست على طاولة المفاوضات. أريد أن أرى الآخرين يلتزمون ما كانوا يريدون من إيران القيام به». وأضاف: «هناك أطراف لا يعرفون ممارسة السياسة من دون ان يكون لهم أعداء». وتساءل: «من قال ان هذه القضية لا تخصّ إلا الولاياتالمتحدة؟». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ديبلوماسي قوله ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يقوم الأسبوع المقبل بزيارة رسمية للبرازيل، يلتقي خلالها لولا. وكان لولا وأردوغان توسّطا خلال زيارة لطهران الأسبوع الماضي، لإقناع إيران بالتوقيع على اتفاق التبادل. في غضون ذلك، انتقد وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما مع الملف النووي الإيراني. وقال في خطاب ب «مركز نيكسون»: «أعتقد ان العقوبات لن تحقق أهدافها». ورجّح أن تؤدي حملة واشنطن في مجلس الأمن لفرض عقوبات على طهران، الى «إزعاج» الشعب الإيراني، لافتاً الى ان إدارة أوباما تستخدم العقوبات بوصفها هدفاً نهائياً، بدل إرفاقها بأشكال أخرى من الضغط. واعتبر أن سياسات الإدارة الحالية في التعامل مع الملف النووي الإيراني قد تكون إهداراً للوقت، إذا واصلت طهران جهودها من دون رقيب. كما أكد رفضه للخيار العسكري ضد إيران، مشيراً الى أساليب أكثر فاعلية لعزلها. الى ذلك، أعلنت منظمة «متحدون ضد إيران نووية» وهي مجموعة ضغط أميركية تؤيد تبني سياسة اكثر صرامة حيال إيران، أنها دعت وزير الدفاع روبرت غيتس الى استبعاد شركة «هانيويل» الأميركية من عقود وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، إذ أنها تواصل نشاطاتها في إيران. وأفادت مجموعة الضغط ان «هانيويل» التي تنتج معدات آلية وتجهيزات جوية، «تبيع معدات أمنية في إيران وتبقى المزود الأساسي في مشاريع تستهدف تطوير وتحديث قدرة إيران على تكرير النفط». وتمثل هذه العقود 11 في المئة (3.45 بليون دولار) من رقم أعمال الشركة الأميركية عام 2009. وأقرت «هانيويل» بمشاركتها، من طريق فرع بريطاني لها، في تحديث مصفاة آراك شمال غربي ايران، مبررة مواصلة نشاطاتها باستحالة قطع عقد أُبرم قبل فرض العقوبات على طهران. وأفادت في بيان انها «تعهدت عدم قبول اي التزام جديد في ايران، في خطوة تستبق تغيير التشريع الأميركي، لكننا مرغمون قانونياً على انهاء العمل الجاري بموجب العقد الموقع». وفي اسطنبول قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يأمل في ان يفتح الاتفاق الثلاثي الباب امام مفاوضات لتسوية على مراحل للملف النووي الايراني.