في وقت قالت الناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن زعماء أوروبا أبلغوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة أنه ينبغي استغلال الهدنة الهشة في سورية في السعي إلى التوصل إلى اتفاق سلام دائم من دون الرئيس السوري بشار الأسد، عقد وزراء خارجية فرنسا جان مارك ايرولت وبريطانيا فيليب هاموند وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فريديريكا موغيريني اجتماعاً حول الأزمة السورية في باريس والتقوا أيضاً رياض حجاب رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» الذي أعرب عن عدم رضاه على طريقة تطبيق الهدنة وعدم دخول المساعدات الانسانية إلى المناطق المحتاجة وامتناع النظام عن رفع حصاره عن المدن السورية. وأكد ايرولت مع ضيوفه الأوروبيين تطابق تقويمهم في شأن أن الحل للأزمة السورية لا يمكن إلا أن يكون سياسياً، مضيفاً أنه لهذا السبب «تمنينا معاودة سريعة للمفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف». وتابع ايرولت: «من أجل أن تعود هذه المفاوضات وتنطلق وتكون لها صدقية ينبغي أن يتم تنفيذ شرطين، الأول حصول جميع السوريين على المساعدات الإنسانية طبقاً لقرارات الأممالمتحدة، وأيضاً الاحترام الكامل للهدنة وفق ما التزم به جميع الأطراف. لقد لاحظنا تقدماً على الأرض وهو تقدّم ينبغي أن يستمر ويزيد وإذا لم تنفذ هذه الشروط فستفشل المفاوضات وهذا ما لا نريده. وقد وجهنا رسالة دعم لرياض حجاب الذي نحيي شجاعته وحسه بالمسؤولية». وقال ايرولت أيضاً إنه تناول الموضوع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حضر إلى باريس أول من أمس من أجل محادثات حول اوكرانيا. كما أكد ايرولت تطابق الرأي حول ما يجري في سورية مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي التقاه صباحاً في الخارجية الفرنسية والذي أكد ان لا حل في سورية إلا الحل السياسي. وفي رده على سؤال «الحياة» حول عدم رضى حجاب على ما يجري خلال الهدنة التي بدأ تطبيقها السبت الماضي، قال الوزير البريطاني هاموند «إن وقف القتال بالتأكيد ليس الأمثل ولكنه قلّص مستوى العنف وأتاح فرصة لوصول بعض المساعدات، والدكتور حجاب أكد لنا قلقه لما يحدث على الأرض في سورية، وليس لأي منّا أي وهم بالنسبة إلى التحديات التي تواجه الأوضاع (الحالية) ولكن ما نركّز عليه هو محاولة البناء على ما هو موجود وأن نحسّن دخول المساعدات الإنسانية وتحسين التزام وقف العنف والقتال، على أن نحوّل الظروف الأفضل لنتقدم نحو أسس لمسار سلمي في سورية. وقد شجعنا الدكتور حجاب - مهما كانت تحفظاته - على أن يعود إلى المشاركة في المفاوضات في جنيف. ونحن من جهتنا التزمنا الضغط على الطرف الآخر، روسيا والنظام السوري، لتنفيذ أفضل للالتزام بواجباتهم وتحسين التزامهم وقف القتال وإدخال المساعدات على أن نحوّل هذه الهدنة الهشة إلى أسس أفضل لبناء مسار سلمي في سورية». ووافق الوزراء الثلاثة على ما قاله هاموند. أما شتاينماير فقال: «الجميع يعرف أنه ما زالت هناك خروق لوقف اطلاق النار في سورية وينبغي البحث بشفافية عن المسؤول عن الخرق، لكن مهمتنا هي تمكين الهدنة والتأكد أن المساعدات الإنسانية تصل، وحتى الآن هناك أكثر من 150 شاحنة من المساعدات الإنسانية في طريقها وقد وصلت ولكن ينبغي أن تصل المساعدات الإنسانية في شكل طبيعي ومن دون استثناء وهو ليس الحال الآن. هناك المزيد من العمل والأهم وقف القتال ليبدأ المسار السلمي والحديث عن الانتقال في سورية». وفي لندن (رويترز)، قالت الناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن زعماء أوروبا أبلغوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بأنه ينبغي استغلال الهدنة الهشة في سورية في السعي إلى اتفاق سلام دائم من دون الرئيس الأسد. وأبلغ كامرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الرئيس الروسي في اتصال هاتفي أنه ينبغي استمرار وقف الأعمال القتالية لتسوية الصراع السوري. وقالت المتحدثة البريطانية للصحافيين: «النقطة الأساسية التي طرحها زعماء أوروبا خلال المكالمة مع بوتين هي أننا نرحب بحقيقة أن هذه الهدنة الهشة صامدة في ما يبدو ... ينبغي أن نستغل هذا الآن باعتباره حراكاً إيجابياً لإعطاء المحادثات بعض الزخم ... كي يتسنى لنا أن ننتقل من هدنة إلى سلام دائم يشهد انتقالاً سياسياً بمعزل عن الأسد». وعند سؤالها عن رد بوتين، أجابت المتحدثة إنه لم يجر نقاش مفصل حول الرئيس السوري. وقالت: «نعلم جميعاً أن هذه واحدة من النقاط الصعبة»، مضيفة أن كاميرون «شدد على أهمية الانتقال (السياسي) من دون الأسد وتشكيل حكومة تكون ...ممثلة تماماً لكل قطاعات سورية». ومضت قائلة: «أعتقد بأن غرض مكالمة اليوم هو التأكد من إمكان استمرار الهدنة حتى يتسنى بدء المحادثات في جنيف الأسبوع المقبل». ويعتزم مبعوث الأممالمتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا استئناف المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في التاسع من آذار (مارس) الجاري. وقالت المتحدثة: «وجّه القادة الأوروبيون رسالة واضحة وهي الحاجة لضمان عدم استهداف المدنيين أو قصفهم وأننا نريد استمرار الهدنة». وزادت ان بوتين اتفق على ضرورة استمرار الهدنة.