فيما شهد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت بسورية والمتفق عليه بين واشنطن وموسكو، خلال الأيام الخمس الماضية، انتهاكات من جانب الطيران الروسي وقوات الأسد، أعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا، استئناف محادثات جنيف الثلاثاء المقبل، مبينا أن الجولة الثانية تأجلت لأسباب لوجستية وفنية. من جانبها، قالت المعارضة السورية إنها ستدرس المشاركة في المحادثات، بناء على التطورات على الأرض، محذرة في نفس الوقت من أن هذه الهدنة قد تنهار بسبب الانتهاكات. وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض آغا أمس، إن الهيئة لم يتم إبلاغها بموعد استئناف المحادثات، مضيفا أنها لم تعلم بالموعد إلا من وسائل الإعلام. وأشار آغا إلى أنه لا يمكن بدء مناقشات جادة قبل إطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار المفروض على عدد من المناطق، مؤكدا أيضا ضرورة الإفراج عن المعتقلين. وأضاف أنه لم ير تطبيقا جيدا للبنود الإنسانية بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2245، وهي البنود التي كان وفد المعارضة أكد على تطبيقها خلال جولة المحادثات غير المباشرة، الشهر الماضي بجنيف، واصفا تحديد موعد الجولة الثانية من المفاوضات بعد أيام بالمتعجل. على الصعيد نفسه، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، منذر ماخوس، إن الوقائع على الأرض لا تدعو للتفاؤل بشأن نجاح الهدنة، مشيرا إلى الخروقات المتصاعدة من قبل قوات النظام والطيران الروسي خلال اليومين الأخيرين. تشاؤم أميركي قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس، إنه لم يحن الوقت بعد لتأكيد نجاح الهدنة، واصفة إياها بالهشة، مؤكدة أن ما يسعى إليه المجتمع الدولي هو الالتزام بشكل كامل بوقف إطلاق النار. وأكد المتحدث باسمها، جون كيربي، مواصلة الولاياتالمتحدة ضرباتها الجوية على مواقع داعش وجبهة النصرة. وكان ديمستورا أشار في وقت سابق إلى أنه قد يتم تأجيل موعد استئناف المحادثات، في حال لم يحدث تقدم بشأن وقف الاقتتال ووصول المساعدات الإنسانية. وقال إنه لا يريد أن تناقش المفاوضات انتهاكات الهدنة، وأن تتصدى فعليا لجوهر القضايا المرتبطة بالصراع الدائر في سورية منذ خمس سنوات، مبينا أن فشل الهدنة يعني بالضرورة تأجيل محادثات السلام. كما طالب ديمستورا الولاياتالمتحدة وروسيا بالعمل على نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه الدولتان وتبناه مجلس الأمن الدولي. استغلال ملف الهجرة حذَّر القائد الأعلى للقوات المشتركة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا، الجنرال فيليب بريدلوف، أمام اجتماع لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأميركي من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد، يقومان باستخدام ظاهرة الهجرة كسلاح ضد أوروبا. مأساة دير الزور أكدت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن سكان مدينة دير الزور المقسمة بين تنظيم داعش، وقوات الأسد، حرموا من المساعدات الإنسانية، ويعانون نقص الأدوية والمواد الغذائية. ورغم اتفاق الهدنة فإن محنة المدينة ما زالت متواصلة، مشيرة إلى أن الأممالمتحدة اعترفت في وقت سابق بأن أول إنزال جوي للغذاء كان فاشلا، ولم تصل أي كمية من 21 طنا من المساعدات إلى حيث ينبغي، إذ فقدت عشرة منها ودمرت أربعة بعد أن تعطلت مظلة الإنزال، فضلا عن سقوط سبعة أطنان في مناطق يصعب الوصول إليها. وأضافت أنه من المقرر أن تكون هناك محاولات أخرى، إلا أن المنظمة الدولية لم تحدد أي تاريخ. وأضافت الصحيفة أنه في ظل هذه الأوضاع فإن 200 ألف سوري يعيشون في المدينة يواجهون مأساة كبيرة، مشيرة إلى أن دير الزور واحدة من 50 مدينة محاصرة.