فيما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 35 خرقا أول من أمس، في خامس أيام وقف الهدنة، واصل الطيران الروسي خروقاته أمس، باستهداف حلب بالقنابل العنقودية. وقالت الشبكة السورية إن خروقات أمس شملت عمليات قتالية واعتقالات، وسجلت منذ بداية الهدنة السبت الماضي 180 خرقا وسقوط 46 قتيلا، مؤكدة أنها لم تسجل تحسنا يذكر فيما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين من النساء والأطفال خلال الهدنة، لاسيما أن بعض المناطق ما زالت محاصرة. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القتال استعر مرة أخرى في حلب بين المعارضين وتحالف يشمل وحدات حماية الشعب الكردية، كما أفاد تقرير لمعهد دراسات الحرب بأن الغارات الروسية الداعمة لقوات الأسد أصابت عددا من المناطق في محافظات حلب وإدلب وحمص وحماة منذ بدء سريان الهدنة. في سياق متصل، قالت مصادر أمس إن قوات النظام شنت عمليات عسكرية متعددة خلال أيام الهدنة، استطاعت خلالها فصل جبل التركمان عن باقي مناطق ريف إدلب الغربي، الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيرة إلى أن قوات النظام سيطرت على تلة باشورة الاستراتيجية، التي تشرف على الطريق الوحيد الواصل إلى ما تبقى من قرى تركمانية تحت سيطرة المعارضة، والمعبر الإنساني الوحيد مع الأراضي التركية شمال غربي سورية. التشكيك في المحادثات ذكرت مصادر في المعارضة السورية في وقت سابق، أن مواقع المعارضة تتعرض لهجوم ضار من قوات الأسد، قرب الحدود التركية، رغم اتفاق وقف القتال، وشكَّك المتحدث باسم المعارضة، جورج صبرا، في إمكانية انطلاق محادثات السلام، في الموعد المقرر لها الأربعاء المقبل. من جانبه، عبر البيت الأبيض عن القلق بشأن ما تردد عن هجمات لقوات النظام بالدبابات والمدفعية، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن على علم أيضا بتقارير عن احتمال استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيماوية، بينما أشار نائب وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى إن قوى عظمى وإقليمية تراقب الوقف الهش للأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه السبت الماضي لمنع أي تصعيد، مبينا أن عدم الالتزام بالهدنة "عملية تنطوي على تحد". وقال بلينكن في مؤتمر صحفي "أفضل ما يمكن أن يحدث هو أن يطبق وقف الأعمال القتالية فعليا، وأن يكون مستداما وأن تصل المساعدات الإنسانية، ثم تبدأ المفاوضات من أجل الانتقال السياسي".
عودة التظاهرات أتاح وقف النار المؤقت، رغم الخروقات من جانب النظام والطيران الروسي، استئناف التظاهرات السلمية في عدد من المدن، مثل داريا، ودوما، وحلب، حيث احتشد الآلاف ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام، فيما شهدت المحافظات السورية كافة انقطاعا عاما للتيار الكهربائي بدأ عند الظهيرة، دون أن تعرف أسبابه. في الأثناء، أكد مجلس الأمن على محاولة استمرار الهدنة، رغم بعض الخروقات، مشددا على أن وقف النار يأتي في صالح السكان الذين عانوا من القتال طوال السنوات الماضية. من ناحية ثانية، يبحث رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركيل، وقف إطلاق النار في سورية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر عبر الهاتف اليوم. وقالت المتحدثة باسم كاميرون إن المؤتمر سيمنح قادة الدول الأربع الفرصة، ليؤكدوا للرئيس بوتين أنهم يريدون لوقف إطلاق النار أن يصمد ويستمر ويمهد لانتقال سياسي حقيقي. وقف استهداف المستشفيات أعلنت منظمة الصحة العالمية أول من أمس، وصول أدوية لازمة بشكل عاجل، إلى بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، المحاصرة من قبل النظام، شملت مضادات التهابات، ومسكنات آلام. من جانب آخر، تعمل خمس دول من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي على صياغة مشروع قرار يدعو إلى وقف الهجمات على المستشفيات في سورية واليمن وسائر المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. وأوضحت مصادر دبلوماسية في الأممالمتحدة أن مصر، وإسبانيا، ونيوزيلندا، والأورجواي، واليابان تعكف على صياغة مشروع قرار يجدد التأكيد على أن هذه الهجمات تنتهك القانون الدولي، وعلى أن مرتكبيها يجب أن يحاسبوا.