تحمل 15 طالبة من كلية دار الحكمة في جدة، لواء «الحرب» ضد ظاهرة العنف الأسري، مستخدمات سلاح الحملات في مجابهة الظاهرة التي ظلت تؤرق مضاجع المجتمع في هذا الوقت، فنظمن حملة جديدة مناهضة تحت عنوان «رفقاً بالطفولة». وقالت إحدى مشرفات الحملة الطالبة رنا أبو سعد ل «الحياة» إن الحملة التي اتخذت من عبارة «العنف لا مبرر له»، تهدف إلى زيادة الوعي بين الناس والمشرفات الاجتماعيات في ما يتعلق بشأن الاعتداء على الأطفال، وذلك من خلال تدريبهم على كيفية اكتشاف الأطفال الذين تساء معاملتهم، ليتم تنفيذ الخطوات الأساسية لحمايتهم. وأضافت أن الحملة التي ستنطلق يوم غد (الأربعاء) لمدة يومين، موجهة للآباء، خصوصاً أن لسلوك الآباء تأثيراً أساسياً وقوياً على تصرفات أبنائهم، لذا وجب على الآباء أن يختاروا بحرص شديد الطريقة المثلى والمناسبة لتوبيخ الأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة السليمة، «لكننا للأسف نجد الكثير منهم ينتهجون طرقاً عنيفة جسدية وأخرى معنوية في توبيخ أبنائهم، متناسين التأثير السلبي الكبير الذي تسببه تلك الطرق على صحة أطفالهم علاوة على أثرها الفتاك على حميمية العلاقة المفترضة بين الآباء وأطفالهم». وأكدت أبو سعد أن الملاحظ في المجتمع السعودي هو تجاهل واضح لهذه القضية، ومضت تقول: «يتبلور هذا التجاهل في تقاعس أفراد المجتمع السعودي عن تقديم المساعدة المطلوبة لأولئك الأطفال الأبرياء، ما دفعنا إلى توعية المجتمع والإسهام في إنارة أبصار أفراده لمساعدة الأطفال المتعرضين للعنف في ظروف صعبة». وحول ما تتضمنه الحملة من أهداف، لفتت إلى أنها تشتمل على ندوات ستنظم داخل كلية دار الحكمة، تهدف إلى إرشاد المشرفات الاجتماعيات إلى المنهجية التي يجب انتهاجها في التعامل مع الأطفال الذين سبق أن تعرضوا للإيذاء، ولإشعار الجميع بأنهم مسؤولون تجاه هذه القضية المؤثرة على فلذات الأكباد، وللحد من العزوف عن التحدث في العنف ضد الأطفال كونه أمراً حساساً بالنسبة لأفراد المجتمع، فضلاً عن توعية الآباء بضرورة توخي الحذر في تصرفاتهم تجاه أطفالهم، على رغم أن بعض السلوكيات التي تتسبب في العنف ضد الأطفال تقع من دون قصد متعمد من الوالدين.