طالب وزير المالية إبراهيم العساف أولئك الذين يقولون بعدم وجود تنويع للاقتصاد الوطني بالنظر لآلاف الصناعات المحلية على درجة عالية من التقنية، سواء الإلكترونية أم الصناعات الثقيلة وغيرها، وهو الذي يدعو للسعادة بحسب تعبيره. وأوضح العساف عقب زيارته أمس لمعرض القوات المسلحة لتوطين قطع الغيار أنه تفاجأ وسعد بما شاهده، وقال: «هذه زيارتي الثانية لمعرض القوات المسلحة لتوطين الصناعة، هناك فرق هائل بين الزيارتين، كنت معجباً بالأول وبعد الجولة تفاجأت وسررت، هذا أمر يسر كل مواطن ما شاهدناه من الصناعات المحلية وقطع الغيار المصنعة تُفاجئ الكثيرين». وأضاف: «أنصح كل مواطن بزيارة المعرض لينظر ماذا لدينا من صناعات، وينظر آلاف الصناعات المحلية وعلى درجة عالية من التقنية بعضها إلكتروني وبعضها صناعات ثقيلة وغيرها، هذا الأمر يسر وأشكر الأمير محمد بن سلمان على رعايته لهذه المعارض ودعمه الكبير لها». ولفت وزير المالية إلى أن «الكلفة لا تقارن بالمستورد، إلى جانب عامل الوقت في الخدمات العسكرية المهم جداً، لذلك وجود صناعات محلية والتسليم السريع والدقة والنوعية العالية أمر في غاية الأهمية». وفي رده على سؤال «الحياة» عن التسهيلات التي تقدمها وزارة المالية للشركات المحلية، أجاب: «التسهيلات موجودة عبر القروض التي يقدمها الصندوق الصناعي، والمناطق الصناعية، ونظام المشتريات الحكومية والميزة التي يعطيها للمنتج الوطني، إضافة للسوق الكبيرة ليست فقط المملكة، وإنما تشمل دول الخليج كاتحاد جمركي، والدول العربية كمنطقة تجارة حرة واحدة من دون جمارك، وهي مزايا غير موجودة في العديد من الأسواق». وتابع: «وزارة المالية هي إحدى الجهات التي تشجع هذه الصناعات المحلية، ونسقت مع زملائي في وكالة المالية والحسابات بأن يقدموا كل التسهيلات اللازمة وأن تعطى الصناعة المحلية الأولوية، فالأمر جيد لخزانة الدولة لأن تصنيع القطع في الخارج يكلف عشرات الأضعاف، عدا عن الوقت والعوامل الأخرى». واعتبر العساف معرض القوات المسلحة لتوطين صناعة قطع الغيار حجر زاوية مهماً في تطوير الصناعات المحلية، وأردف: «كنا في اجتماع مع الشركات الكبرى في واشنطن عند زيارة خادم الحرمين الشريفين قبل أشهر وهذه الشركات جميعها أكدت أن موضوع سلسلة الإمدادات في غاية الأهمية لتوطين الصناعة، عندما ننظر لهذه الصناعات الصغيرة هي عنصر أساسي لتوطين الصناعات الكبرى ولاحظنا كذلك أن هناك صناعات من شركات كبيرة قامت وبدأت التصنيع في المملكة». إلى ذلك، أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد أن توطين الصناعة يجب أن يبدأ بمستوى جاهزية التقنية، وهي ثقافة يجب السعي لنشرها في الجامعات بحسب تعبيره، وقال: «أي منتج يجب أن يمر بتسع مراحل من التطوير والخدمة، المراحل من 1 – 4 دور مراكز البحث، فيما المراحل من 5 – 7 دور المراكز المتخصصة لتطوير التقنية، أما المرحلتان الثامنة والتاسعة فهما دور الشركات في تجريب المنتج في البيئة التشغيلية». وأشار الأمير تركي خلال ندوة عقدت بعنوان «دور المراكز البحثية والعلمية في نقل التقنية» إلى أن الكثير من صناعاتنا المحلية تعتمد على التقنية المرخصة، مبيناً عدم التمكن من المنافسة من دون توطين التقنية، وتابع: «نحتاج إلى شركات ضخمة على غرار سابك يتم نقل التقنية عبرها، ويجب أن تتضمن كل الاتفاقات مع الشركات العالمية الحق في نقل وتطوير التقنية للشركات المحلية». من جانبه، كشف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالرحمن آل إبراهيم عن إنشاء محطة تحلية سعودية 100 في المئة بالتعاون مع جامعة الملك سعود تنتج 70 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وأضاف: «نخطط لإنشاء محطة أخرى بطاقة 90 ألف متر مكعب يومياً». في غضون ذلك، طالب محافظ هيئة المواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد القصبي بمراجعة منظومة الجودة بشكل عام، والتكامل بين القطاعات وتبني المواصفات العالمية والاستفادة منها قدر الإمكان. وتحدث في الندوة كذلك الرئيس التنفيذي المكلف لشركة سابك المهندس يوسف البنيان، مبيناً أن سابك ركزت منذ إنشائها قبل 40 عاماً على نقل التقنية مع العديد من الشركات، وقال: «اليوم 87 في المئة من موظفي سابك سعوديون، لدينا 10 آلاف براءة اختراع، ونحن في المركز الأول بالشرق الأوسط لبراءات الاختراع». وشدد البنيان على أن نقل التقنية هو قناعات يجب على القياديين الإيمان بها كي تنجح وليس مؤتمرات وكليشات فقط، على حد وصفه. وأخيراً تحدث المدير العام للإدارة العامة للعلوم والتقنية بوزارة الدفاع اللواء دكتور مهندس عادل الرميح عن توطين التقنيات الدفاعية، ودور مراكز البحوث التي تعد مستقبل التقنيات الدفاعية، معدداً مراحل نقل التقنية في هذا المجال. «بي إيه سستمز» ل«الحياة»: شركات سعودية تصنع قطع غيار طائرات «التايفون» كشف مدير مساندة الزبون في شركة «بي إيه سستمز» المتخصصة في الطيران والأمن مهدي اليامي أن الشركة وفرت كل حاجات القوات السعودية في «عاصفة الحزم» من الأسلحة والذخيرة في وقت قياسي. وأوضح اليامي أن «الشركة بذلت كل الجهود للوقوف مع الوطن، وكان هناك تجاوب بالتعاون مع مصانعنا خارج المملكة، ووفرنا القطع التي تحتاجها القوات السعودية سواء أسلحة أو ذخيرة أو غيرها». ولفت مدير مساندة الزبون إلى أن شركة بي ايه سستمز من الشركات العالمية المتخصصة في الطيران والأمن، وأضاف: «الشركة البريطانية في السعودية منذ 50 عاماً، ونسبة السعودة في الشركة التي يعمل فيها 5 آلاف موظف تصل لأكثر من 60 في المئة، يعملون في وظائف مهمة وحساسة في الجانبين الهندسي والإبداعي». وبيّن اليامي أن الشركة تمتلك حصصاً كبيرة في شركات التوازن الاقتصادي، وأن بعض هذه الشركات تصنع اليوم بعض قطع الغيار لطائرات التايفون، فيما تصنع شركات أخرى معدات للطائرات وأنظمة الكمبيوتر، ويدرب بعضها الأطقم الفنية على علوم الطيران. وأكد مهدي اليامي أن شركة بي إيه سستمز البريطانية تعطي شركات التوازن الاقتصادي السعودية صلاحية تصنيع القطع الخاصة بالكمبيوتر للطائرات المستخدمة في المملكة، و«هناك قطع كثيرة لمختلف الطائرات تعرض إمكان تصنيعها محلياً، واستطاعت شركة الكترونيات وبأيد سعودية من تصنيع أجهزة إلكترونية حساسة صنعت للتورنيدو وهو أمر مبشر».