أعلن نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة عبدالمحسن التويجري، رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز النسخة الجديدة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة التي تنطلق الأربعاء المقبل. وأكد التويجري، في المؤتمر الصحافي الذي عقده نيابة عن وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير متعب بن عبدالله، الذي عقد أمس بحضور ممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية نائب السفير الألماني بالرياض ميخائيل أونماخت، أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمهرجان وأنشطته «تأكيد منه على أهمية المعرفة والثقافة في بناء الأمم ومواصلة المسيرة المباركة، ليمضي بالوطن من إنجاز إلى إنجاز، ويرسخ الدور القيادي الفاعل للمملكة في العالمين العربي والإسلامي». وقال التويجري، الذي سلط الضوء على المهرجان وأنشطته، إنه «لا غرابة في ذلك، فهو (خادم الحرمين الشريفين) العارف بتاريخ وتراث المملكة والخبير برجالها وثقافتها، فلقد عرف عن الملك سلمان عنايته بالمعرفة والثقافة، وحرصه على الوفاء لتاريخ المملكة، واهتماماته بالكتاب والنشر»، معرباً عن غبطة المسؤولين في الحرس الوطني برعاية الملك للمهرجان وحضور حفلة الافتتاح. وثمن دعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد للمهرجان الوطني التراثي والثقافي العالمي. ورحب نائب وزير الحرس الوطني بجمهورية ألمانيا الاتحادية - ضيف شرف المهرجان لهذا العام. وقال: «على عتبة انعقاد المهرجان في دورته ال30 يغيب عن المشهد هذا العام راعي المهرجان الوطني للتراث والثقافة وربانه، وصاحب فكرة إقامة هذا المنجز الثقافي الذي أولاه عنايته وحرصه وإشرافه المباشر حتى وصل إلى ما وصل إليه، وأصبح أحد المنجزات الوطنية التي يفخر بها الجميع، ذلكم هو المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي حرص منذ إقامة هذا المشروع الثقافي في عام 1405 على ترسيخه وتطويره ليصبح منبراً ثقافياً عالمياً بما يقدمه من مواضيع وطنية وعالمية وبوابة مشرعة للأدباء والمفكرين والمثقفين بكل أطيافهم المختلفة، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية والعربية»، مضيفاً: «أنه عندما نتذكر عبدالله بن عبدالعزيز، فإن المشاعر تفيض بالكثير من التداعيات، ليس فقط في ما يتعلق بالمهرجان ونحن في أجوائه، بل بوصفه واحداً من الرجال التاريخيين العظماء الذين أسهموا بكتابة فصول مضيئة في تاريخ هذا الوطن بل في العالم الإسلامي والعربي، والعالم أجمع». وأوضح نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «أن اللجنة التنظيمية للمهرجان تقوم بالتنسيق مع جميع القطاعات الأمنية في الرياض لإظهار المناسبة بالشكل المطلوب، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حضرت تلك الاجتماعات لتنسيق الجهود حول دورها خلال الفعاليات المصاحبة». ولفت إلى أن الزيارات خلال فترة المهرجان يتم الترتيب لها وفق الأنظمة المتبعة بتخصيص أيام للعائلات وأخرى للعزاب، مشدداً على أن أنظمة الدولة موحدة، وليس هناك أنظمة متخصصة للهيئة وأخرى للحرس الوطني. وأشار إلى أن الإعلام «شريك أساسي في نجاح المهرجان، عبر تعدد وسائله ومنابره، ليس فقط بالتغطية والمواكبة، إنما أيضاً بالرأي والتحليل، وإبراز كل جوانبه، فالإعلام رسالة وطنية في كل المجالات». ولفت إلى أن الجميع «يدرك أن المهرجان برسالته الواضحة لم ينطلق من فراغ أو يأتي تعبيراً عن حال من الترف، بل إنه يحمل في طيات رسالته مضامين عميقة عن تراثنا وثقافتنا وأصالتنا وما لدينا من كنوز تاريخية ومكتسبات حضارية، كما أنه حلقة وصل وتواصل مع الأفكار والثقافات التي تشاركنا الرؤية الإنسانية ومساعي نشر الوئام والسلام على كوكب الأرض»، مبيناً أن الراصد لمسيرة المهرجان المتصاعدة منذ انطلاقته وحتى الآن يدرك مدى ما قدمه من عطاءات فكرية غنية أثرت الساحة الثقافية وقدمت الدلالات الواضحة على أصالة هذا الوطن، وقدرة إنسانه على العطاء والتفوق والإبداع. وهنأ التويجري الأديب الباحث أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، الشخصية الثقافية المكرمة لهذا العام، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، تقديراً لإسهامه الثقافي والفكري والأدبي، لدوره في إثراء الحركة العلمية والثقافية في المملكة. من ناحيته، أعرب نائب السفير الألماني لدى المملكة ميخائيل أونماخت عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، ووزير الحرس الوطني على استضافة جمهورية ألمانيا ضيف شرف للمهرجان في دورته ال30، عاداً ذلك شرفاً خاصاً لألمانيا. واعتبر أونماخت مشاركة ألمانيا في مهرجان الجنادرية، جزءاً من الحوار بين العالم الأوروبي والعالمين العربي والإسلامي، وأن الهدف من هذه المشاركة «هو التقارب وأن نفهم بعضنا البعض بشكل كبير»، مؤكداً أن من بين الأشياء التي يجب تعزيزها، «أنه لا علاقة للإرهاب بأي دين، ونحن نشارك كوننا دولة أوروبية، ونهدف إلى استمرار الحوار بيننا وأن نقوم بإيصال رسائل للشعبين السعودي والألماني بأننا أصدقاء». وقال أونماخت: «إننا حريصون على أن تظهر مشاركتنا في هذا المهرجان، الذي يعد من أكبر المهرجانات التراثية في المنطقة، بشكل جيد». وتطرق إلى أن جناح ألمانيا في قرية الجنادرية، سيعرض رحله تاريخية لألمانيا يشارك فيها جهات عدة، لتقديم صوره لزوار الجنادرية عن ألمانيا وثقافتها وتاريخها العميق، مشيراً إلى مشاركة أدباء من ألمانيا، مؤكداً عمق العلاقات السعودية الألمانية وقوتها ومتانتها طوال عقود من الزمن. نائب وزير الحرس الوطني يسلط الضوء على الفعاليات المصاحبة تحدث في المؤتمر نائب وزير الحرس الوطني عن برامج الجنادرية التراثية والثقافية، وسلط الضوء على الفعاليات المصاحبة للمهرجان في الجامعات والأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة. وأجاب التويجري ونائب السفير الألماني على أسئلة وسائل الإعلام المختلفة التي حضرت المؤتمر الصحافي. ومن الندوات التي يتضمنها البرنامج الثقافي للمهرجان في دورته الجديدة، ندوة عن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وأخرى عن الملك سلمان، وندوة من أربعة محاور: الصورة العربي والإسلامية في المخيلة الألمانية، والعلاقات السعودية الألمانية منطلقات وآفاق، ودور العلماء في البناء الفكري للشباب، وموقف الدعوة الإصلاحية من التطرف والتكفير. وندوتان عن القيم.. تأصيل ومفاهيم، وندوة عن الرمز في الحكاية الشعبية، وندوة الشخصية الثقافية المكرمة، إضافة إلى أربع ورش تقام في عدد من الجامعات، وأمسيات شعرية وندوات أدبية. ومن أبرز المشاركين في الأنشطة الثقافية: خالد الفيصل، سلطان بن سلمان، فيصل بن عبدالله بن محمد، عبدالله الربيعة، الشيخ صالح آل الشيخ، عمر موسى، محمد بن عيسى، محمد آل زلفة، أحمد السيف، مروان حمادة، يوسف السعدون، فهد السماري، سعد الشثري، جهاد الخازن، هاشم عبده هاشم، سلمان الدوسري، صالح آل الشيخ، عبد الرحمن السويلم، ناصر آل داود وسواهم من الشعراء والنقاد والأدباء.