أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية أنها تابعت ميدانياً حالة الفقر في محافظة الخرخير بتوجيه من وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، إذ قام وكيل الوزارة للضمان الاجتماعي محمد بن عبدالله العقلا بزيارة ميدانية إلى المحافظة قبل عام، لتقصي حقائق الفقر والمعاناة التي يعيشها أبناء قبائل المهرة، مشيرةً إلى أنه صرف نحو 3.6 مليون ريال على 200 أسرة، بواقع 15 ألف ريال للواحدة. وأضافت في تعليق تفاعلي على التحقيق الذي نشرته «الحياة» قبل نحو شهر بعنوان (200 أسرة في العراء تواجه سموم الصيف وزمهرير الشتاء) أن التوجيه تضمن شمول من تنطبق عليهم معاش الضمان الاجتماعي الشهري، ومخاطبة وزارة العمل للمساهمة في إيجاد فرص عمل لشباب المحافظة العاطلين، ووزارة الاقتصاد والتخطيط لشمول المحافظة بخدمات الإسكان، التي بدورها رفعت خطاباً للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حول عدد من التوصيات التي تتعلق بالمستوى الاجتماعي لسكان هذه المحافظة. في المقابل، لم تتحسن أوضاع تلك الأسر في الخرخير، وتسوء يوماً بعد آخر، لعدم وجود برامج تنموية حديثة تتعامل مع واقعهم المرير، إذ أنهم يعيشون خارج إطار المدينة التي يسكنها غيرهم في خيام، ومعظمهم لا يملكون وثائق رسمية. وقال أجول المهري ل»الحياة»: «لا زلنا في حيرة أمرنا والمساعدات الخيرية التي يقوم بها المستودع الخيري في الخرخير توزع بشكل عشوائي، وضعيفة جداً، ونطالب ولاة الأمر بإحصاء أسماء الأسر، وتشكيل لجان فعلية لمتابعتها، فالقائمين على المستودع الخيري ليس لديهم خبرة». وذكرت إحدى النساء أن أوضاعهن سيئة، خصوصاً أثناء فترة الحمل والولادة، كونهم لا يملكون وثائق رسمية، ويعيشون على التراخيص المؤقتة، والمستوصف الذي يخدم تسعة آلاف أسرة لا يفي بمتطلباتهم المرضية على حد قولها، مطالبةً بتدخل أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله، لإيجاد حلول جذرية فالأيام تسير، والأوضاع تسوء، ولم نستطيع بناء المنازل، والمعونات المقدمة من الشؤون الاجتماعية تصرف على الأبناء في صحراء مليئة بالتحديات. ويتطلع أبناء تلك القبائل في محافظة الخرخير هو دراسة استراتيجية حديثة تعالج أوضاع الفقر لديهم، من خلال برامج خيرية، ودور للمؤسسات الحكومية التعليمية والفنية، لتدريب أبناءها على العمل في جميع المجالات، ودور القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية، والشؤون الاجتماعية، ليكون التوزيع وفق مراحل الدراسة، ليحقق أهدافها في الميدان على أكمل وجه بعيداً عن التوزيع العشوائي، الذي يمكن أن يؤدي إلى أخطاء مستقبلية ومؤثرة مع مرور الزمن. يذكر أن أبناء قبائل المهرة يعيشون في مخيمات متباعدة في منطقة تبعد عن الخرخير خمسة كيلو مترات، وأصبحت الأسر الكبيرة منهم تلجأ إلى الصغيرة لتقسيم عدد الأفراد بينهم، فيما يتجول الشبان بين العروق الرملية للبحث عن الصيد البري.