بعد أسبوعين على لغز اختفائها، أعلنت كوالالمبور أن الطائرة الماليزية المفقودة تحطّمت في منطقة نائية جنوب المحيط الهندي. هذه المعلومات المستندة إلى حسابات «تُعتبر سابقة» في حوادث الطيران، تشكّل خطوة أولى مهمة لحلّ لغز اختفاء الطائرة، لكنها لا تبدّد أسئلة حول سبب سقوطها. وكانت الرحلة «أم إتش 370» في طائرة من طراز «بوينغ 777» تابعة للخطوط الماليزية اختفت من على شاشات الرادار المدني، بعد أقل من ساعة على إقلاعها من كوالالمبور متجهة إلى بكين وعلى متنها 239 شخصاً، في 8 من الشهر الجاري. وعُثِر على كثير من الحطام في مياه نائية قبالة سواحل أستراليا، قد يكون جزءاً من الطائرة المفقودة، علماً أن البحث عنها تحوّل من التركيز المبدئي شمال خط الاستواء، إلى شريط ضيق في بحار عاتية في جنوب المحيط الهندي، على بعد آلاف الكيلومترات من المسار الأصلي لرحلة الطائرة. وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إن حسابات أعدّتها «خدمة إنمارسات للأقمار الاصطناعية» و«مكتب التحقيق البريطاني في الحوادث الجوية» اعتمدت «تحليلاً لم يُستخدم في تحقيق مشابه»، خلصت إلى أن الطائرة «حلّقت في الممر الجنوبي وأن موقعها الأخير كان وسط المحيط الهندي غرب بيرث» غرب استراليا حيث تتم عمليات بحث واسعة بحراً وجواً. ولفت إلى أن «هذا موقع ناء يبعد عن أي أماكن محتملة للهبوط»، وخاطب أهالي ركاب الطائرة قائلاً: «بناءً على هذه المعلومات الجديدة، أبلغكم بعميق الحزن والأسف أن الطائرة انتهت في جنوب المحيط الهندي». وذكر أن «الخطوط الجوية الماليزية اتصلت بعائلات الركاب والطاقم، لإبلاغهم بهذا التطور». وورد في بيان الخطوط الجوية الماليزية: «نرفع صلواتنا لأرواح الركاب ال 226 وأصدقائنا وزملائنا ال 13 في هذه الأوقات الأليمة». وشدد على «متابعة عملية البحث الجارية المتعددة الجنسيات»، وزاد: «نسعى إلى أجوبة عن الأسئلة التي ما زالت قائمة». وبثّت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن الشركة أرسلت إلى أقارب الضحايا رسالة نصية ورد فيها: «يؤسفنا بشدة أن نبلغكم أننا نفترض بما لا يدع مجالاً للشك بأننا فقدنا الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة أم إتش 370 ولم ينج أحد ممّن كانوا على متنها». في كوالالمبور، انتحبت عائلة على ابنها، وهو مهندس طيران عمره 29 سنة كان في الطائرة، لكن والده سلامات عمر علّق: «نقبل خبر المأساة، إنه القدر». وبين ركاب الطائرة أكثر من 150 صينياً، أفادت وكالة «رويترز» بأن رد فعل أهالي بعضهم كان «هستيرياً»، لدى إعلان ماليزيا تحطّم الطائرة. وأضافت أن هؤلاء الذين كانوا متجمّعين في فندق في بكين، كانوا يصرخون ويبكون وينتحبون، وسقط بعضهم على الأرض مغشياً عليهم. ووقعت امرأة صينية على ركبتيها، وهي تصرخ «ابني، ابني»، فيما أشارت «رويترز» إلى نقل أربعة أشخاص على الأقل على حمّالة. وأعلنت الخارجية الصينية أنها طلبت من ماليزيا تزويدها «كل المعلومات والأدلة عن كيفية توصلها إلى ذاك الاستنتاج»، مشيرة إلى أن بكين تأمل بمتابعة جهود البحث عن الطائرة، بمشاركة 26 دولة. واقتربت سفن من مكان جنوب المحيط الهندي، رصدت فيه طائرات أسترالية وصينية، حطاماً قد يكون للطائرة الماليزية. وإحدى السفن تحمل معدات للكشف عن الصندوق الأسود للطائرة، كما أرسلت البحرية الأميركية طائرات على متنها جهاز متطور لرصد الصندوق، علماً أن العثور عليه في أقرب وقت مسألة مهمة، إذ إن الإشارات التي يرسلها لتحديد موقعه، تخبو بعد 30 يوماً.