يبدو ان الغموض المحيط بمصير الطائرة الماليزية ام اتش 370 قد لا يتبدد حتى وان تم العثور على الصندوقين الاسودين، اذ يعتقد عدد من الخبراء ان ذلك قد لا يحل ما بات يعتبر من اكبر الغاز الطيران، فيما بدأ الوقت ينفد للعثور على مفاتيح رئيسية ربما تحمل حل لغز كيف ولماذا سقطت طائرة الخطوط الجوية الماليزية أثناء قيامها بالرحلة رقم 370، وكشف رئيس الوزراء الماليزي أن محققين بريطانيين في شركة إنمارسات البريطانية للتصوير بالأقمارالصناعية حددوا موقع الطائرة المفقودة، فيما عرقلت رياح عاتية وأمطار غزيرة امس جهود البحث عن أي بقايا للطائرة، ونظم العشرات من أقارب ركاب طائرة الخطوط الجوية الماليزية المنكوبة مظاهرة احتجاجية في بكين، امس، فيما قال وزير الدفاع الاسترالي امس إن مصير ركاب الطائرة لا يزال مجهولا، وإن أي معلومات أخرى تعد بمثابة "تكهنات" حتى يتم العثور على حطام الطائرة. انتظار منهك وبعد سبعة عشر يوما من الانتظار المنهك لتأكيد تحطم الطائرة من طراز بوينغ 777 في المحيط الهندي تسابق فرق البحث الآن الزمن لتحديد موقع الصندوقين الأسودين للطائرة قبل أن تنفد قدرتهما على إرسال إشارات من خلال بطاريات. ووفقا للقانون يجب أن يكون هذان الصندوقان قادرين على إرسال إشارات لمدة ثلاثين يوما على الأقل عقب سقوط الطائرة، إلا أن خبراء يقولون إنه يمكنهما الاستمرار في إصدار أصوات لمدة خمسة عشر يوما إضافية او نحو ذلك، ويتوقف ذلك على مدى قوة بطارية الصندوقين الأسودين وقت السقوط. ومن دون الصندوقين الأسودين- وهو الاسم الدارج لمسجل الصوت والبيانات المزود بهما جسم الطائرة- سيكون من شبه المستحيل أن يتمكن المحققون من تحديد سبب سقوط الطائرة. حل لغز الاختفاء وكشف رئيس الوزراء الماليزي أن محققين بريطانيين في شركة إنمارسات البريطانية للتصوير بالأقمارالصناعية حددوا موقع الطائرة المفقودة في المحيط الهندي. وأفاد نجيب رزاق أن السلطات الماليزية أخطرت أهالي ركاب الطائرة وعددهم 239. وقال إن إنمارسات استخدمت تقنية جديدة لتحديد آخر موقع للطائرة. وشارك في البحث أيضا فرع هيئة حوادث الطائرات البريطاني، الذي يحقق في حوادث الطائرات المدنية الخطيرة. أسلوب بحث جديد وقالت إنمارسات في تصريح لبي بي سي إنها قدمت البيانات لفرع هيئة حوادث الطائرات، بعد التحقق من دقتها. وأوضحت الشركة أن تقديراتها تطلبت تحليل معطيات كثيرة، وتركيزا على عدد من العوامل منها حركة الطائرات الأخرى. وقال رزاق إن إنمارسات تمكنت من تحديد موقع الطائرة المفقودة في المحيط غربي مدينة بارث الاسترالية. وأضاف هذا الموقع أبعد مما كان الجميع يتوقع، موضحا أن البيانات الجديدة تؤكد سقوط الطائرة في المحيط الهندي الجنوبي. تشكل عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية المفقودة تحديا حقيقيا تبقى نتيجته غير مؤكدة بالرغم من الوسائل التكنولوجية فائقة التطور التي يحظى بها المحققون لسبر المحيط الهندي احتمالات وقال جيري سويجاتمان المستشار في شؤون الطيران "ان من بين الاسباب المحتملة لسقوط الطائرة الآن الارهاب او انتحار قائد الطائرة، او مجموعة معقدة من الاعطال الميكانيكية التي لم يسبق مشاهدتها مطلقا. واصبح من غير المرجح مطلقا الآن حدوث عطل بسيط مثل حريق صغير او عطل هيكلي". وذكرت شركة الخطوط الماليزية ان عملية البحث التي تقوم بها عدة دول في منطقة نائية من المحيط الهندي للعثور على حطام الطائرة، ستتواصل "مع سعينا للحصول على اجوبة عن الاسئلة التي لا تزال ماثلة". واضافت انه "عندما تحصل الخطوط الماليزية على موافقة من سلطات التحقيق سيتم القيام بالترتيبات لنقل العائلات الى منطقة انتشال حطام الطائرة" دون ان تحدد ماهية ذلك المكان. وتعتقد السلطات الماليزية ان شخصا على متن الطائرة تعمد تغيير مسارها. الا ان عدم وجود دليل ملموس اثار تكهنات واطلق العنان لنظريات المؤامرة ما زاد من معاناة عائلات المفقودين. ومن ابرز تلك النظريات خطف الطائرة، او قيام احد الطيارين بتخريبها، او حدوث ازمة مفاجئة اثناء تحليق الطائرة ادت الى شلل قدرات طاقم الطائرة وجعل الطائرة تحلق اليا الى ان نفد وقودها. تعليق البحث من ناحيتها، اعلنت السلطة الاسترالية للانقاذ البحري انه تم امس تعليق عمليات البحث الجوي والبحري عن الطائرة الماليزية المفقودة التي تحطمت في المحيط الهندي بسبب سوء الاحوال الجوية. وقالت انها "قيمت الاخطار وقررت ان الظروف المناخية الحالية ستجعل اي عملية بحث جوي او بحري خطيرة وستعرض فريق (البحث) للخطر. لذا، قررت السلطة الاسترالية للانقاذ البحري تعليق كل عمليات البحث البحري والجوي يوم امس. واضافت في بيان ان رياحا عاتية تفوق سرعتها 80 كلم بالساعة ضربت المنطقة مصحوبة بامطار غزيرة وغيوم كثيفة منخفضة ما بين 60 و150 مترا. من جانبه، قال وزير الدفاع الأسترالي امس إن مصير ركاب طائرة الخطوط الجوية الماليزية في رحلتها رقم 370 لا يزال مجهولا، وإن أي معلومات أخرى تعد بمثابة "تكهنات" حتى يتم العثور على حطام الطائرة. ولدى سؤاله عن قرار الحكومة الماليزية اعتبار جميع الركاب ال239 وأفراد الطاقم في عداد المفقودين في المحيط، ثم أشار ديفيد جونستون إلى أنه لا شيء مؤكد حتى الآن. وأضاف: "هذا لغز، وحتى نستعيد ونتعرف بشكل قاطع على قطعة من الحطام، سيعد كل شيء بمثابة تكهنات". وذكر جونستون أن عمليات البحث ستستأنف فور تراجع الطقس السيء، وأنه لن يخاطر بحياة أفراد أطقم البحث والإنقاذ. وتم تعليق البحث عن الطائرة المفقودة يوم الثلاثاء لمدة أربع وعشرين ساعة بسبب الأمواج العالية والرياح العاتية في المنطقة التي كان من المفترض أن تتركز بها عمليات البحث والإنقاذ. وأعلنت هيئة السلامة البحرية الأسترالية، التي تقوم بتنسيق البحث فوق المحيط الهندي، أن الطائرات لن تغادر قاعدة البحث بمدينة بيرث على الساحل الغربي الأسترالي، وأن السفينة "سكسس" التابعة للبحرية الأسترالية ستغادر منطقة البحث حتى تراجع الأمواج. ويصيب هذا التأجيل السلطات بالإحباط وهي تسابق الزمن للعثور على أي جزء من الحطام ربما يؤدي إلى تحديد موقع سقوط الطائرة من طراز بوينغ 777 في منطقة نائية من المحيط الهندي في الثامن من مارس آذار، وذلك قبل توقف صندوقيها الأسودين عن إرسال إشارات خلال أسبوعين على الأرجح. استقالة وحزن وأعربت شركة الخطوط الجوية الماليزية امس عن شعورها ب"بالحزن الشديد" لوفاة ركاب الطائرة المفقودة التى يعتقد أنها تحطمت في جنوب المحيط الهندى، وذلك ضمن خطوات من أجل تقديم الدعم لأقاربهم. وقال أحمد جوهرى يحيى، المدير التنفيذى للشركة للصحفيين بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء نجيب رزاق أن المحققين توصلوا إلى أن الطائرة تحطمت في البحر وأن جميع ركابها لقوا حتفهم" نشعر جميعا "بشديد الحزن والألم". وأضاف إن الشركة أرسلت أكثر من 700 استشاري لتقديم الدعم لأكثر من 900 شخص من أقارب ال239 شخصا الذين كانوا على متن الطائرة، كما تم إرسال عدة استشاريين للصين. وقالت الشركة إنها سوف تساعد الاسر التى ترغب في السفر لاستراليا بمجرد التوصل "لدليل حاسم" بشأن الطائرة المفقودة في المنطقة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الماليزية انه سيتخذ في وقت لاحق قرارا بشأن الاستقالة من منصبه. بيانات الأقمار وفي السياق، طلبت الصين من السلطات الماليزية امس تسليمها بيانات الأقمار الصناعية المستخدمة لاستنتاج أن طائرة الركاب الماليزية المفقودة سقطت في جنوبي المحيط الهندي ولم ينج أحد ممن كان على متنها. ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الصيني شيه هانج شينج قوله للسفير الماليزي لدى بكين، إن الصين تريد معرفة الحقائق المحددة التي دفعت بالسلطات الماليزية إلى إعلان أن الطائرة سقطت في جنوب المحيط الهندي. ونظم نحو مائة من أقارب الركاب المفقودين وأنصارهم وقفة احتجاجية أمام السفارة الماليزية في بكين، وألقوا زجاجات المياه البلاستيكية وحاولوا اقتحام البوابة هاتفين: "كذابون"! وارتدى كثير منهم قمصانا بيضاء كتب عليها "دعونا نصلي من أجل إم إتش370" فيما كانوا يحملون لافتات ويهتفون "أخبرونا الحقيقة! أعيدوا أقاربنا"! محيط السفارة الماليزية شهد تواجدا شرطيا مكثفا ووقعت مشاجرة قصيرة بين الشرطة ومجموعة من الأقارب الذين حاولوا الاقتراب من صحفيين. وقام وكيل وزير الخارجية الصيني تشاي هانغشينغ بإبلاغ السفير الماليزي لدى بيجين برغبة الصين معرفة ما الذي دفع ماليزيا بالتحديد الى الإعلان مساء الاثنين عن أن الطائرة هوت جنوبي المحيط الهندي، وفقا لما بثته وزارة الخارجية الصينية على موقعها الالكتروني. الصندوقان الأسودان وتشكل عمليات البحث عن الصندوقين الاسودين للطائرة الماليزية المفقودة تحديا حقيقيا تبقى نتيجته غير مؤكدة بالرغم من الوسائل التكنولوجية فائقة التطور التي يحظى بها المحققون لسبر المحيط الهندي. والطائرات التجارية مجهزة بصندوقين اسودين، احدهما يسجل جميع احداثيات الرحلة كالسرعة والارتفاع وغيرهما، والثاني يسجل جميع الاصوات في قمرة القيادة بما في ذلك المحادثات والاصوات والبيانات. ونظام رصد الاشارة هو جهاز مثلث الشكل يزن 35 كلغ يتم ربطه بطرف سلك تجره سفينة ويمكنه التقاط اشارة صندوق اسود على عمق يصل الى ستة الاف متر تحت سطح الماء. غير ان المسؤول السابق عن مجموعة عمليات البحث بحرا عن الرحلة ايه اف 447 التي تحطمت في المحيط الاطلسي عام 2009 قال ان "التقاط اشارة صادرة عن الصندوق الاسود يبدو لي من باب الصدفة". ولفت المحقق السابق الذي طلب عدم كشف اسمه الى انه في حالة الرحلة بين ريو وباريس، لم يتم رصد اشارة الصندوقين الاسودين، وتبين لاحقا ان احدهما لم يكن يعمل والثاني اقتلع عند تحطم الطائرة ولم يتم العثور عليه. وقال "انني بالتالي متشائم قليلا في ما يتعلق بهذا الخيط" في عمليات البحث، مشيرا الى ان الاولوية الثانية في الوقت الحاضر تكمن في تحديد الاحداثيات الجغرافية، اي وصف جميع القطع التي يتم انتشالها وتصويرها وتدوين مراجعها وتواريخها. وتابع "بعد ذلك ينبغي في ظروف مثالية رمي عوامات الرصد الجوي" لجمع البيانات الاوقيانوغرافية. وهذه العوامات التي يتم رصدها وتتبعها عبر الاقمار الاصطناعية تعطي معلومات تتعلق بالتيارات في المنطقة وتؤكد او تنفي صحة النماذج الرياضية لتوقع التطورات اللاحقة، لكن المسؤول اوضح ان "19 يوما من الانجراف مع التيارات والشكوك الملازمة لهذه النماذج، كل ذلك سيساهم في توسيع مجال عمليات البحث بشكل كبير". وفي حال عدم رصد الصندوقين الاسودين، فان المرحلة المقبلة تقضي بارسال اجهزة سونار للكشف الجانبي غير ان ذلك يستلزم امتلاك خارطة طبوغرافية لقعر البحر على قدر كاف من الدقة "حتى يتم البحث بعدها عن نتوءات في تضاريس قعر البحر". ويرى جميع الخبراء الذين التقتهم وكالة فرانس برس ان العمليات قد تستمر لوقت طويل جدا يقدر "بأشهر ان لم يكن اكثر"، مع العلم انه في ما يتعلق بالرحلة بين ريو وباريس استغرق الامر 23 شهرا لتحديد موقع حطام الطائرة على عمق 3900 متر تحت سطح الماء. واكد المسؤول السابق ان استراتيجية البحث تبقى "ذات اولوية". وهو ايضا رأي مكتب التحقيقات والتحاليل لسلامة الطيران المدني الذي حذر الاثنين من انه "لن يصبح من الممكن اطلاق مرحلة ابحاث تحت الماء سعيا لتحديد موقع الرحلة ام اتش 370 الا اذا سمحت العمليات الجارية بتحديد موقع للبحث اضيق مساحة من مجالات البحث الحالية". وبعد تحديد هذا الموقع، واذا ما تبين انه مسطح، سيكون بوسع المحققين استخدام "اجهزة سونار وتحقيق تغطية جيدة" للمساحة المعنية. اما في حال كانت المساحة ذات تضاريس وعرة فسيكون بوسعهم الاستعانة بالغواصات الآلية "ريموس" التي استخدمت في البحث عن الرحلة ريو-باريس. غير ان المحقق السابق في المكتب حذر من ان "هذه الاجهزة الآلية المسيرة عن بعد، والمثبتة الى سلك يربطها بالسطح تتقدم ببطء وتوفر بالتالي تغطية اضعف". ولفت الى انه "في هذه الحالة ايضا ينبغي تحديد الموقع بشكل دقيق لنشرها على عمق كبير". وفي حال تم العثور على الصندوقين الاسودين فليس هناك اي ضمان بأن حالتيهما ستسمح باستخراج المعلومات منهما.