ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية انه خلافا لما ذكرته المرشحة للانتخابات التمهيدية للحزب «الديموقراطي» الى انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتنون، فإن الاميركية الاولى التي ناهضت قوانين العزل الاجتماعي والتمييز ضد الاميركيين من اصول افريقية هي كلوديت كولفن، وليس روزا باركس التي تحدثت عنها كلينتون في خطاب ضمن حملتها الانتخابية. وكانت كولفن، السمراء البشرة (15 عاماً)، رفضت ترك مقعدها في حافلة في مدينة مونتغمري بولاية ألاباما لفتى أبيض في أذار (مارس) 1955، وكررت باركس نفس الموقف بعدها بتسعة أشهر. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن كولفن هي الأولى بين النساء اللواتي تعرضن للاعتقال بسبب كسرهن لقوانين الفصل العنصري في الولاياتالمتحدة في القرن الماضي. وكانت قوانين الفصل على أساس اللون والعرق صارمة أنذاك في وسائل النقل العام، إذ كانت المقاعد العشرة الأولى في الحافلات مخصصة للأشخاص أصحاب البشرة البيضاء دون غيرهم، ويتحكم سائق الحافلة في التصرف بالمقاعد المتبقية، إذ يحق له إنزال شخص من أصول أفريقية لاجلاس شخص أبيض. وادى تصرف كولفن والاحتجاجات التي اعقبته الى تغيير تلك القوانين بصدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز بين الاميركيين على اساس العرق واللون عام 1964. وارتبط صدور ذلك القانون برمزين هما مارتن لوثر كينغ وروزا باركس. فعندما رفضت كولفن منح مقعدها لشخص أبيض، كانت باركس شابة متحفزة للدفاع عن الحقوق المدنية للملونين، وتابعت كل ردود الأفعال الداعمة لكولفن والناتجة عن ظلم اجتماعي، ومن ثم قامت بحشد العديد من النساء ذوات الأصول الأفريقية، وأصدرن قراراً بمقاطعة حافلات النقل العام. وفي مقابلة نادرة مع صحيفة «نيويورك تايمز» العام 2009، قالت كولفن، بعدما فاز كتاب للأطفال يتحدث عنها بالجائزة الوطنية للأدب: «أمي أخبرتني انه لابد ان أكون هادئة في شأن ما حدث، وطلبت مني ان أدع القضية لباركس، لأنهم لن يضايقوها كثيراً، لأن لون بشرتها مختلف قليلاً عن بشرتي». ويرى المؤرخون أن سبب عدم ظهور كولفن في الواجهة كونها بطلة الموقف الرئيسة، هو انها كانت حاملاً بجنين غير شرعي من رجل أكبر سناً منها ومتزوج. ولم تذكر كلينتون اسم كولفن في خطابها الأخير على الرغم من انها لا تزال على قيد الحياة، وأشارت إلى باركس وغيرها. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن كولفن ومثيلاتها يجب ان يكونوا في الذاكرة الوطنية للولايات المتحدة، لانهم جعلوا الحقوق المدنية أكثر عدلاً. وكان آخر حادث ذو طابع عنصري هذا العام، هو أطلاق النار من قبل شاب أبيض على تجمع في «كنيسة شارلستون» راح ضحيته تسعة أشخاص من أصول أفريقية. ووصفت السلطات الأميركية هذا الحدث ب «الإرهاب الداخلي» مشيرة الى ان الدافع وراءه هو العنصرية.