كشف رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الحرس الوطني ومدير العيادات الخارجية الدكتور فهد الحميد ل«الحياة» دراسة أولية أجريت على مستشفيات وزارة الصحة السعودية توضح ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن التخثر وانسداد الرئة، بنسبة مقاربة لما كانت عليه في الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا وأوروبا، مشيرة إلى أن تلك الدول تمكنت من الحد من انتشار الوفيات العالية بسبب المرض. وأفاد الدكتور الحميد ل«الحياة» على هامش مؤتمر علمي عقد في شرم الشيخ في مصر أخيراً أن جلطات انسداد الرئة سبب رئيس في وفيات كثيرة في جميع مستشفيات السعودية، لافتاً إلى أن الجمعية الاستشارية السعودية لتخثر الأوعية الدموية تعتزم إعداد دراسات أوسع تشمل جميع القطاعات الصحية بما فيها المستشفيات العسكرية للخروج بنسب دقيقة وإحصاءات «نستطيع العمل بها». وأقر الدكتور الحميد بافتقاد الكوادر الصحية في المستشفيات السعودية وأفراد المجتمع للتوعية الكافية عن المرض، لافتاً إلى أنهم ينفذون حملة توعوية تشمل تنظيم محاضرات تثقيفية للأطباء والعاملين في القطاع الصحي وأفراد المجتمع عن الوقاية من المرض ومعرفة أساليب الحد من انتشاره. وأعلن الدكتور الحميد وفاة نحو 200 ألف شخص سنوياً في الولاياتالمتحدة الأميركية من مضاعفات الجلطة الوريدية، وهو عدد يفوق وفيات أمراض السرطان ونقص المناعة المكتسبة والحوادث مجتمعة. لافتاً إلى الإصابة بالجلطة الوريدية من أكثر الأمراض التي يمكن الحد من انتشارها بين حالات الوفيات في المرافق الطبية. وذكر أن نسبة الوفيات بسبب الجلطة الوريدية العميقة (الانسداد الرئوي) داخل المستشفيات تتراوح بين 10 إلى 12 في المئة، موضحاً أن النشرات العلمية تشير إلى أن نحو 60 إلى 70 في المئة من حالات الإصابة بأمراض تخثر الأوردة لم تشخص إكلينيكياً، بل تم اكتشافها بعد الوفاة من خلال عملية التشريح الجثماني. وقال: «إن نسبة 70 في من حالات الوفاة الناتجة من الإصابة بالجلطة الوريدية الرئوية (الصمة الرئوية المميتة) والتي تم اكتشافها بعد الوفاة من خلال التشريح الجسماني، كانت إما أنه لم يتم تشخيصها أو لم يكن وجودها في الحسبان أصلاً قبل الوفاة». وأوضح الدكتور الحميد أن جلطة الأوردة الدموية العميقة هي حدوث تجلط في الدم، ويتحول فيها من الحالة السائلة الطبيعية إلى حالة شبه متجمدة وعلى إثرها يتوقف سريان الدم داخل الأوردة الدموية العميقة. وذكر أن محاور المؤتمر الذي عقد أخيراً في شرم الشيخ برعاية إعلامية من صحيفة «الحياة» ركزت كثيراً على بحث علاج وحلول لمشكلات مرض الجلطات الدموية الوريدية، موضحاً أن جلطة الأوردة الدموية من الأمراض الشائعة والخطرة والتي تتطور إلى جلطة في شرايين الرئة، ما تؤدي إلى الوفاة. وأفاد أن المجموعة السعودية لطب جلطات الأوردة العميقة والانسداد الرئوي تهدف إلى درس وحصر نسبة حصول تلك الحالات في المستشفيات السعودية، لإعداد الدراسات اللازمة لخفض هذه النسب، وتوعية الأطباء والمجتمع بكيفية تجنب مثل حدوث الجلطات. وأشار إلى أن أساليب الوقاية من تجلط الأوردة الدموية كثيرة، منها تفادي العوامل التي تؤدي إلى التجلط، وتجنب الجلوس لفترة طويلة، إضافة إلى تعاطي الأدوية الوقائية ضد التجلط في حال حدوث كسور أو إجراء عمليات جراحية «وفي حالة تشخيص الجلطة ينصح هنا ببرنامج علاج طبي أو جراحي بواسطة الطبيب المختص».