وصل الرئيس الصيني، شي جينبينغ، ظهر اليوم السبت، إلى هولندا، مُستهلاً أول جولة رسمية له في أوروبا، التي تشهد أسوأ أزماتها الديبلوماسية، منذ الحرب الباردة، بعد إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. ويلتقي الرئيس الصيني، الذي يتولّى السلطة منذ أكثر من عام، في زيارته الرسمية إلى هولندا، الملك فيليم الكسندر وزوجته ماكسيما، بالإضافة إلى رئيس الوزراء مارك روت. ويرافق الرئيس الصيني زوجته، المغنية المعروفة التي تحمل رتبة جنرال في الجيش، ونحو 200 رجل أعمال، من المُفترض أن يشاركوا، غداً الأحد، في منتدى اقتصادي صيني - هولندي، وأن يوقّعوا اتفاقات تجارية عدة. وسيُعقد المنتدى قبل اجتماع لمجموعة السبع (بريطانيا، وفرنسا، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة) الأسبوع المقبل، لبحث فرض عقوبات إضافية على روسيا، ردّاً على خطوة إلحاق القرم بها. وتأتي الجولة، التي تشمل أربع دول، بعد امتناع الصين السبت الماضي عن التصويت على قرار أمام مجلس الأمن الدولي، دعمه الغرب، ويندّد بالاستفتاء في القرم، بدلاً من استخدام حقّها بالنقض على غرار موسكو. ومن المُرتقب أن يدافع الرئيس الصيني عن موقف بلاده، أمام نظيره الأمريكي باراك أوباما، حيث سيلتقي الاثنان في لاهاي، على هامش قمة الأمن النووي، الإثنين والثلثاء. وكان نائب وزير خارجية الصين، لي باودونغ، أقرّ بأن الوضع في أوكرانيا سيُطرح خلال اللقاء مع أوباما، إلا أنه أشار إلى موقف الصين المُحتمل، وهو دعوتها المُعتادة إلى "الهدوء، وضبط النفس". وقال "ستُوجّه الزيارة أقوى رسالة لنا إلى كل القارة الأوروبية، والعالم، بأن الصين تقدّر دور أوروبا، ونحن ملتزمون تعزيز علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي". وسيبحث الرئيس الصيني الأزمة الأوكرانية، خلال محادثاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اللذين يلتقيهما خلال جولته. ويصل شي، إلى فرنسا مساء الثلثاء، في إطار إحياء الذكرى الخمسين لإقامة علاقات ديبلوماسية بين باريس وبكين في 1964. ومن المُقرّر أن يُلقي خطاباً مهماً في باريس، يُشدّد فيه على العلاقات التاريخية، خصوصاً وأن اثنين من كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني، تشو ان لاي، ودينغ هسياو بينغ، درسا في فرنسا. ويتوجّه شي، يوم الجمعة المُقبل، إلى برلين، والأحد الى بروكسل، في زيارة تستمر يومين.