بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارة لبروكسيل أمس، هي الأولى لرئيس صيني الى الاتحاد الأوروبي الذي يتخذ بلجيكا مقراً، سعياً الى تخفيف معارضة الاتحاد ابرام اتفاق للتجارة الحرة مع بكين. وزيارة دولة التي تستغرق ثلاثة أيام هي المحطة الأخيرة من جولة اوروبية شملت هولندا وفرنسا وألمانيا، وسيلتقي خلالها رؤساء المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي والبرلمان الاوروبي مارتن شولتز والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو، اضافة الى رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي روبو. ولن يعقد شي مؤتمراً صحافياً في ختام محادثاته، لكنه سيلقي غداً كلمة امام معهد اوروبا الذي يدرّب الموظفين الاوروبيين في بروج، ستُخصّص للعلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي. وقال يانغ ياني، سفير الصين لدى الاتحاد: «مصالحنا المشتركة تفوق بكثير خلافاتنا. نحتاج الى استكشاف سبل تعزيز شراكتنا. علينا أن ننظر إلى الصورة الأوسع، اذ لن تفيد الصين فقط، بل أوروبا». ويسعى شي الى دفع الاتحاد لدرس اتفاق للتجارة الحرة يبلغ حجمه بلايين الدولارات، علماً أن أوروبا أهم شريك تجاري للصين. وبالنسبة للاتحاد تأتي الصين بعد الولاياتالمتحدة، لكن خلافات تجارية تشمل الصلب والألواح الشمسية ومسائل أخرى، أفسدت العلاقات بين الجانبين. وزاد حجم التجارة بين أوروبا والصين مرتين منذ العام 2003، ليصبح أكثر من بليون يورو يومياً، لكن الأوروبيين يتهمون الشركات الصينية المملوكة للدولة بنيل دعم غير قانوني، يتيح لها تقويض فرص المنافسين الأجانب. في غضون ذلك، احتجت طوكيو رسمياً لدى بكين، على تصريحات ادلى بها شي جينبينغ في المانيا حول فظائع ارتكبتها القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. وقال ناطق باسم الحكومة اليابانية: «من غير المفيد إطلاقاً ان يدلي رئيس صيني بهذا النوع من الملاحظات حول تاريخ اليابان في بلد ثالث». على صعيد آخر، أفادت وكالة «رويترز» بأن السلطات الصينية صادرت أصولاً لا تقل قيمتها عن 90 بليون يوان (14.5 بليون دولار) من عائلة ومعارف تشو يونغكانغ، وهو قيادي أمني بارز سابق. ونقلت عن مصدرَين قولهما إن أكثر من 300 من أقارب تشو وحلفائه السياسيين والعاملين معه، إما احتُجزوا أو استجوبوا في الأشهر الأربعة الماضية. تشو (71 سنة) الذي يخضع لإقامة جبرية، هو أبرز سياسي صيني يُحقّق معه في قضية فساد منذ تسلّم الحزب الشيوعي السلطة عام 1949. لكنه رفض التعاون مع المحققين، معتبراً أنه ضحية صراع على السلطة، علماً أنه كان أغضب قياديين، بينهم شي جينبينغ، بمعارضته إطاحة القيادي البارز بو شيلاي الذي حُكِم بالسجن المؤبد، بعد ادانته بالفساد وسوء استغلال السلطة. من جهة أخرى، توفي فونتسو وانغي، القيادي الشيوعي المخضرم في التيبت الذي أصبح منتقداً لسياسات بكين تجاه الإقليم، عن 91 سنة.