قررت المانياوالصين تطوير "شراكتهما الاستراتيجية" عبر تكثيف التبادل في مجال السياسة الخارجية بالاضافة الى علاقاتهما التجارية الوثيقة جدا اساسا وذلك في مناسبة اول زيارة للرئيس الصيني شي جينبينغ الى المانيا. وقالت المستشارة الالمانية انغيلا مركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شي جينبينغ الذي وصل صباحا الى المانيا اتيا من فرنسا في اطار جولته الاوروبية "نرسخ مع هذه الزيارة شراكة استراتيجية كاملة". ووعدت الدولتان ذات الثقل الاقتصادي الكبير بالتشاور "بانتظام" والعمل بشكل وثيق معا ضمن المنظمات الدولية مثل مجموعة الثماني او الاممالمتحدة لتحمل "مسؤولياتهما المهمة" بحسب ما جاء في بيان مشترك. وقالت المستشارة الالمانية ان الشراكة بين الدولة الاكبر عدديا في العالم واكبر اقتصاد اوروبي وهما قوتان مصدرتان، قائمة منذ "عدة سنوات وتتطور بشكل كبير". ووصل حجم المبادلات التجارية بين الصينوالمانيا العام الماضي الى 161,5 بليون دولار والصين هي الشريك التجاري الاول لالمانيا في اسيا، في حين ان المانيا هي الشريك التجاري الاول للصين في اوروبا. من جهته قال الرئيس الصيني ان "العلاقات الصينية-الالمانية تشبه قيادة السيارة، فحين نقود سيارة لا نكتفي بالنظر الى بعد امتار فقط الى الامام وانما علينا النظر الى ابعد" في اشارة الى عقود وقعت الجمعة لا سيما في قطاع صناعة السيارات. فقد اعلن مصنع السيارات دايملر عن استثمار بقيمة بليون يورو حتى العام 2015 بالتعاون مع شريكه الصيني "بي ايه اي سي" لزيادة قدرات الانتاج في بكين. وشركات صناعة السيارات الالمانية ناشطة بشكل خاص في الصين. وبين العقود الاخرى التي وقعت بالاحرف الاولى الجمعة، توسيع التعاون بين فولكسفاغن وشريكتها الصينية "اس ايه اي سي" لتشمل السيارات الهجينة واتفاق لتعزيز العلاقات بين شركة "بي ام دبليو" ومجموعة "بريليانس". وبين الاتفاقات المبدئية الاخرى التزام من عملاق الكيمياء "باير" بتوسيع مصنع في بكين بقيمة مئة مليون يورو، واعلان نوايا من اجل "تعاون استراتيجي في مجال الطاقة" بين سيمنز وهوانينغ باور انترناشوينال وشانغهاي الكتريك. ووقع اتفاق اولي ايضا بين مشغل بورصة فرانكفورت دويتشي والبنك الصيني بانك اوف تشاينا، واتفاق اخر بين بوندسبانك (المصرف المركزي الالماني) ونظيره الصيني المصرف المركزي الصيني حول انشاء منصة تبادل للعملة الصينية في فرانكفورت، ستكون الاولى في منطقة اليورو. وحول مسالة حقوق الانسان الشائكة، اكتفت ميركل بالتاكيد على اهمية حرية التعبير. وقالت "في مجتمع يوجد في عالم يتغير باستمرار، تعتبر حرية التعبير عنصرا مهما"، وذلك قبل اسبوع من افتتاح معرض في برلين للفنان الصيني المنشق آي وايواي، سيكون اضخم معرض يخصص له حتى الان. وفي مقابلة نشرتها مؤخرا صحيفة المانية، اوضح الفنان الذي احتجزته السلطات الصينية لنحو ثلاثة اشهر عام 2011 وصادرت منه منذ ذلك الحين جواز سفره لمنعه من مغادرة البلاد، انه يود الالتقاء بالرئيس الصيني. ودعت شخصيات من عالم الفن في المانيابكين الى السماح له بالتوجه الى هذا البلد لحضور افتتاح معرضه في الثالث من نيسان (ابريل)، بعد ثلاث سنوات بالتمام من اعتقاله. من جانب آخر تم التطرق ايضا الى الازمة في القرم حيث اكد البلدان مجددا موقفيهما حول هذا الملف. ونددت المانيا مجددا "بضم القرم من قبل روسيا" فيما ابدت بكين حيادا حيال موسكو. وقال شي ايضا ان الصين "لا تعتزم التدخل في الشؤون الداخلية" لدولة ما مضيفاً "كل الاطراف يجب ان تلتزم في سبيل حل دبلوماسي وسياسي للنزاع"، متابعاً "نحن ندعم كل الجهود البناءة التي تبذلها المجموعة الدولية من اجل تهدئة الوضع". وكانت الصين التي تلزم الحياد حيال موسكو في هذا الملف، امتنعت عن التصويت السبت الماضي في مجلس الامن على قرار يدين الاستفتاء في القرم بدون التصويت ضده، فيما صادق عليه جميع اعضاء المجلس الاخرين غير ان روسيا استخدمت ضده حق الفيتو. وحل الرئيس الصيني الذي ترافقه زوجته المغنية الشعبية بينغ ليوان ضيفا على العشاء الجمعة لدى المستشارة الالمانية، والسبت يزور مناطق صناعية في المانيا. وكان التقى سابقا الرئيس الالماني يواكيم غوك الذي يتولى منصبا فخريا. وفي خطاب القاه بحضور جينبينغ تطرق الرئيس الالماني بحذر الى مسالة حقوق الانسان. واشاد بالاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقضائية التي اعلنتها بكين في تشرين الثاني (نوفمبر) مع حثها على القيام بالمزيد لكي "لا يكون احد فوق القانون". واضاف غوك ان "الاصلاحات يمكن ان تساهم في ايجاد توازن بين القادة ومواطنيهم، وبين مختلف المجموعات الدينية. ان البديل لهذا الامر سيكون الخلاف والنزاع والعنف". وكان الرئيس الصيني اعتبر في مقالة نشرتها الجمعة صحيفة فرانكفورتر الغيميني ان "تعزيز التعاون بين المانياوالصين سيكون مفيدا من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار والازدهار في العالم". وبعد المانيا يزور الرئيس الصيني المؤسسات الاوروبية في بروكسل، في اول زيارة لرئيس صيني الى عاصمة الاتحاد الاوروبي.