في سلسلة «كتاب الهلال» القاهرية صدر كتاب «نجيب محفوظ... الذاكرة والنسيان» للناقد المصري ممدوح فراج النابي. يرى النابي أن إبداعات محفوظ هي بمثابة ذاكرة حية لتاريخ مصر بإخفاقاته وانتصاراته، وهي على تنوعها، تعد بمثابة حائط صد أمام محاولات تغريب الهوية وطمسها. يعود النابي في هذا الكتاب إلى أعمال نجيب محفوظ، ليستخرج منها دلالات متجددة في ضوء متغيرات عاصفة منذ ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، حتى أنه يسأل: لماذا أخفقت الثورة؟ ثم يذهب إلى «اللص والكلاب»، فيقول إن فيها إجابة عن أسباب هذا الإخفاق، وهو ما يثبت «حيوية وديمومة نصوص محفوظ، وأنها تتجاوز أزمنة كتابتها». يشمل الكتاب دراسات في أعمال عدة، لنجيب محفوظ، منها الثلاثية، و«رحلة ابن فطومة»، و«الطريق»، و «أحلام فترة النقاهة». الكتاب سياحة نقدية في أعمال محفوظ، وينتصر فيه المؤلف للقيمة الأدبية، وهي ما يبقى من المبدع، ويعيد الاعتبار حتى لروايات مظلومة مثل «السراب» التي ولدت يتيمة باختلافها عما قبلها وما بعدها، وكثيراً ما تجاهلها النقاد، كما يبطل أكثر مقولات محفوظ تكراراً في «أولاد حارتنا»، وهي «آفة حارتنا النسيان»؛ فبهذا الكتاب، وما يليه من دراسات جادة مثله، يظل محفوظ ملء السمع والبصر.