في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، تخصص مجلة «الهلال» القاهرية، ملفاً عن الرجل وآرائه وإبداعه، وعلاقته بالقارئ الغربي، والفرنسي تحديداً. ففي شهادة بدر الدين عرودكي بعنوان «رحلة الروايات المحفوظية إلى الغرب» أن محفوظ حتى عام 1983، لم يكن معروفاً في الغرب بما يليق به، إذ لم تكن هناك حتى ذلك الحين سوى رواية واحدة من رواياته قد ترجمت إلى الفرنسية، هي «زقاق المدق». ويقول إن ترجمة «بين القصرين» صدرت في أيلول (سبتمبر) 1985 وعلى غلاف الكتاب شريط أحمر كتب عليه «تحفة الأدب المصري»، ثم توالى نشر الجزءين التاليين: «قصر الشوق»، في تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 مع شريط كتب عليه «فلوبير المصري»، وأخيرا «السكرية» التي حملت عنواناً مختلفاً: «حديقة الماضي»، في أيلول 1989، أي بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل. وكان عنوان صحيفة «لو موند» في ملحقها الأسبوعي الخاص بالكتب إثر صدور «بين القصرين»، هو «ملك الرواية»، مع مقال شامل يقدم الروائي والرواية للقراء الفرنسيين باحتفال يليق به وبها. في الملف نفسه يتسأل أستاذ أصول التربية سعيد إسماعيل علي: «هل ظلم محفوظ المعلم في (بين القصرين)؟»، كما يتساءل محمود عبدالوهاب عن الأسباب التي جعلت «السراب» رواية منبوذة، ويكتب أيمن بكر عن «الحلم 100» من «أحلام فترة النقاهة»، وتتناول نجاة علي «الوعي المديني في روايات محفوظ»، ويتوقف ممدوح فراج النابي عند دلالة المقهى في أكثر من رواية لمحفوظ. أما سعد القرش، رئيس التحرير، فيكتب في افتتاحية العدد عن بعض الفضائل المحفوظية الشخصية والأدبية، وحكمة الرجل حين كتب، ودلالة الصمت حين يكون أكثر بلاغة من الكتابة، وكيف ظل الرجل وفياً لما نشأ عليه من قيم ليبرالية، كما كان وفياً لفكرة الكتابة بعيداً من هلاوس الدعاية التي تجلبها المصادرات، فلم يتاجر بمنع «أولاد حارتنا» في مصر، وكيف احتمل تجاهل النقاد له طوال خمسة عشر عاماً، حتى انفجر قائلاً بعد نوبل: «انفعلت عند أول مقال كُتِب عني، ربما بقلم سيد قطب. الصمت لا يطاق». وفي هذا العدد يكتب عرفة عبده علي، عن مدينة تدمر في عصرها الذهبي، وفوزية مهران عن الطيب صالح، وشذى يحيى عن معرض التشكيلي المصري المقيم في روما جمال مليكة، ومحمود الحلواني عن مسرحية «غيبوبة» التي يراها مهينة لثورة 25 يناير وشهدائها، ويستعيد نبيل حنفي محمود مئوية فريد الأطرش، فضلاً عن حوار مطول مع شيخ خطاطي الموصل يوسف ذنون عن حاضر ومستقبل الخطوط العربية. وفي وداع خليل كلفت ومصطفى المسناوي يكتب محمود الورداني وعبدالإله الجوهري. وفي العدد أيضاً، فصل من كتاب ترجمته فاطمة نصر بعنوان «الحرب القادمة بين مصر وإسرائيل».